Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نحو بيئة أفضل

في زيارة سمو أمير منطقة مكة المكرمة التفقدية لمحافظة رابغ 20 صفر الماضي، للوقوف على احتياجات المحافظة والنهوض بها، لاحظ سموه زيادة نسب الانبعاثات، وملوّثات الهواء، فوجَّه -حفظه الله- المسؤولين إلى حل

A A
في زيارة سمو أمير منطقة مكة المكرمة التفقدية لمحافظة رابغ 20 صفر الماضي، للوقوف على احتياجات المحافظة والنهوض بها، لاحظ سموه زيادة نسب الانبعاثات، وملوّثات الهواء، فوجَّه -حفظه الله- المسؤولين إلى حل مشكلة التلوّث في أسرع وقت وخلال عامٍ واحد، والحفاظ على الإصحاح البيئي في المحافظة من أجل بيئة أفضل تسهم في الحفاظ على صحة الإنسان وسلامته.
ولعلّ من محاسن الصدف أن عقدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ورشة عمل في نفس اليوم 20 صفر، لمناقشة وضع إستراتيجيتها للخمس سنوات المقبلة (2016 - 2020)، وقد استقطبت الرئاسة لهذه الورشة نخبة من المهتمين بشؤون الأرصاد والبيئة، والتغيرات المناخية، ومن ثم مناقشة أهداف الرئاسة، ومن أهمها الهدف الرئيس لعام 2020م.
وقد نوقشت العديد من القضايا البيئية والحيوية التي تهم الرئاسة والمجتمع من قبل المشاركين في الورشة، في وضع رؤية ورسالة وهدف رئيس يمكن تحقيقه من قِبل العاملين في الرئاسة، وحتى يكون خارطة طريق يمكن السير على نهجها في ظل تطلعات حكومتنا الرشيدة، كما وضعت العديد من المقترحات حول اختيار هدف رئيس تتبعه الرئاسة في الوصول إلى مبتغاها في خدمة سكان المملكة، وكان من ضمن الأهداف الرئيسة «خلو المملكة من جميع الملوّثات»، والعمل للوصول إلى بيئة نظيفة تخدم بلادنا وأجيالنا لسنوات طوال، مع التركيز على القضاء على أهم الملوّثات، كمُخلِّفات الوقود الأحفوري، وما ينتج عنها من أضرارٍ بالبيئة ومكوّناتها الحيّة وغير الحيّة، وكذلك الإشارة إلى المُلوِّثات الأخرى الضارة ببيئة البحر الأحمر، وكيفية القضاء على مصادرها الرئيسة التي لوّثت البحر، وفاقمت الإضرار بأحيائه المائية.
لا شك أن الجهات المعنية في المملكة تسعى جاهدة للحفاظ على البيئة ومكوناتها، وعدم الإخلال بتوازنها الذي عبث به الإنسان لفترة طويلة في غياب تطبيق القوانين التي شُرّعت لذلك من قبل الرئاسة، والتي أصبحت البيئة في ظل غيابها تئن من مخالفات ومخلّفات الإنسان وتجاوزاته نحو كائناتها الحيّة، ممّا انعكس سلبًا على سلامة تلك الكائنات في البر والبحر.
إن الهدف الرئيس الذي يطمح إليه الجميع في الحفاظ على البيئة ومكوّناتها الطبيعية، هو خلوّها من المُلوِّثات الضارة سواء كانت: هوائية، أو مائية، أو ترابية، أو مخلّفات زراعية، أو صناعية، أو طبية، أو خلافه، وهو ما تسعى إليه أجهزة الدولة في معظم قطاعاتها، وعلى رأسها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.. وغيرها من الوزارات والإدارات الحكومية التي تهتم بالعناية بالبيئة.
وقد أكد القرآن الكريم في آياته الكريمة بعدم الإفساد في الأرض، أو الإضرار بمكوّنات البيئة، حيث يقول الله عز وجل: «وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها»، وقوله: «ظهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ».. فالإفساد هو تدمير البيئة الطبيعية التي هي موطن عيشنا، والتي استخلفنا الله فيها لإعمارها، والبعد عن الإخلال بأنظمتها التي تسير وفق نظام رباني محكم، لذا يجب الضرب بيدٍ من حديد على يد كل مَن يُحاول الإخلال بتوازنها، أو إلحاق الضرر بالمستفيدين منها، والحرص على سلامتهم بتطبيق القوانين وإنفاذها على الجميع.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store