Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إيران هي الحشد.. والحشد هو إيران!

لم يَعُدْ ما نُشاهده من خطفٍ وتدميرٍ وترويعٍ؛ سواء في الأراضي العراقية، أو السورية، لغزًا مُحيِّرًا لا نعرف مصدره، أو حتّى مَن يقف وراءه، ذلك لأن إيران تتصدّر كلَّ ذلك المشهد، وتتمدَّد في مساحات هذين

A A
لم يَعُدْ ما نُشاهده من خطفٍ وتدميرٍ وترويعٍ؛ سواء في الأراضي العراقية، أو السورية، لغزًا مُحيِّرًا لا نعرف مصدره، أو حتّى مَن يقف وراءه، ذلك لأن إيران تتصدّر كلَّ ذلك المشهد، وتتمدَّد في مساحات هذين البلدين ما شاء لها أن تتمدّد، بل وتوجّه ساستها آمرة وناهية، في ظل سيطرة كاملة وشاملة على مفاصل الدولتين، لا سيما وأنها الداعم الرئيس الذي يتكبّد الخسائر ماديًّا وعسكريًّا، فـ(الحشد الشعبي) الذي يمارس أبشع صور الإرهاب، يُعدُّ «توليفة إيرانية» قامت على أساس ممارسة الانتهاكات ضد المواطنين العراقيين من السنَّة، وصفته منظمة (هيومن رايتس ووتش) بأنها ترقى إلى جرائم حرب، وأنها جزء من حملة يشنّها الحشد الشعبي لتهجير السكان من المناطق السنية والمختلطة، وهي وغيرها، مثل كتائب الثوار العشرين، وحزب الله العراقي، وسرايا عراق الحسين، ليست سوى أذرعة لإيران، وأصابع لعسكرها، وهي على الزناد لا تستجيب إلاّ لأوامرها.
الإيرانيون تحت وطأة الضائقة الاقتصادية، والفاقة التي يعانون منها، عدّلوا تكتيكاتهم، وأصبحوا يُعوِّلون على تلك المليشيات في جلب الأموال، وفك أسر إرهابييهم القابعين في السجون العربية المختلفة، شهدنا ذلك في عملية اختطاف الصيادين القطريين الـ(26)، وما تبع ذلك من مساومات لإخلاء سبيلهم، والتي تراوحت ما بين طلب فدية قدرها (100) مليون دولار لسد عجز الميزانية التي يعاني منها الحشد الشعبي، والضغط على حكومة قطر لفك أسر المحتجزين لدى جبهة النصرة في منطقة (عرسال).
والمتابع للاتّصالات التي تجرى بين الحكومة القطرية ونظيرتها العراقية، يُدرك بأن العراقيين، ومن خلال ردودهم الرسمية، غير معنيين بعملية الاختطاف، وأن الجهة الخاطفة هي قوة لا يستطيعون الوقوف في وجهها، رغم علمهم بها، لاسيما وأنّها أفصحت عن مسؤوليتها، وأملت شروطها لإطلاق سراح أولئك الصيادين، وهي شروط تعجيزية لا تستطيع الحكومة القطرية من أن تحققها لهم، فجبهة النصرة ليست مليشيا قطرية، بحيث تملي عليها قطر أوامرها لإطلاق سراح الإرهابيين الإيرانيين الموقوفين لديها. والقارئ الفطن لمجريات هذه الأحداث لا شك أنه سيُدرك مَن يقف خلفها، فالمطالب وحدها تُسفر عن الوجه القبيح «للحشد الشعبي» الذي تخطط القيادة الإيرانية لوصوله إلى سدّة الحكم في العراق، بعد إسقاط حيدر العبادي، فالعمل يجري على وتيرة متسارعة لتنفيذ هذه الخطة، وتنصيب (هادي العامري) قائد مليشيا (بدر)، ليكون رئيسًا لوزراء العراق، وإذا ما تم ذلك، تكون إيران أطبقت على العراق تمامًا، وأصبحت تحت سيطرتها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store