Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كلمة التحديات

كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال السنة الرابعة لمجلس الشورى في دورته السادسة يوم الأربعاء الماضي تطرح تحديات بقدر ما ترسم ملامح، ولا يمكن الحديث عنها دون أن نقرنها بواقع جديد بدأنا نلمس آثار

A A
كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال السنة الرابعة لمجلس الشورى في دورته السادسة يوم الأربعاء الماضي تطرح تحديات بقدر ما ترسم ملامح، ولا يمكن الحديث عنها دون أن نقرنها بواقع جديد بدأنا نلمس آثاره وانعكاساته.
أول مظاهر هذا الواقع الجديد هو السرعة الكبيرة التي تتخذ بها القرارات الاقتصادية الكبرى، مما يشير إلى إدراك المسؤولين بأننا نسابق الزمن في هذه المرحلة ولا يمكن الركون إلى بطء الإجراءات البيروقراطية بعد اليوم. وفي هذا السياق أعرض مثالين هما: السرعة التي أقر بها قانونا الرسوم على الأراضي البيضاء وتنظيم الجمعيات الأهلية، واللذان ظلا يراوحان مكانهما زمناً طويلاً في الأروقة المختلفة من قبل.
وثاني مظاهر هذا الواقع الجديد هو بالطبع الانخفاض الحاد والسريع في أسعار البترول والذي انعكس في انخفاض موازٍ لدخل الدولة. وهذا الواقع بالطبع ينعكس على المواطنين الذين يستشعرون ما قد يكون قادماً من ارتفاع في تكلفة الخدمات إلى جانب الارتفاع في أسعار السلع الذي يغذيه التضخم دون هوادة.
ولعل المواطن على حق وهو يستشعر هذا القلق في ظل ما يرشح عن اتجاه لفرض رسوم المبيعات، ومنه ما أعلنته هيئة الطيران المدني من رسوم على استخدام المطارات سوف يضاف في نهاية المطاف إلى سعر التذكرة على المستهلك، فالمواطن في نهاية الأمر هو من سوف تقع على عاتقه المحصلة النهائية لتلك الرسوم.
من هنا تأتي كلمة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لتبدد قلق المواطن وتطمئنه على مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، ولتضع أمام الوزراء والمسؤولين تحديين رئيسين: التحدي الأول هو الرفع من كفاءة إنفاقنا ووقف الهدر الناتج عن ضعف الكفاءة، بحيث لا يتضررالمواطن من الانخفاض الحاصل في دخل الدولة. والتحدي الثاني هو وقف الهدر الناتج عن الفساد بحيث يتجه كل ريال لخدمة الوطن والمواطنين في شفافية مطلقة ومساءلة لا محدودة. وقد أكدّ ذلك التوجه ما جاء في كلمة خادم الحرمين: «ورؤيتنا في الإصلاح الاقتصادي ترتكز على رفع كفاءة الإنفاق الحكومي، والاستفادة من الموارد الاقتصادية وزيادة عوائد الاستثمارات الحكومية، ووجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوضع الخطط والسياسات والبرامج اللازمة لذلك، فبلادنا ولله الحمد بلاد خير وعطاء».
شدد خادم الحرمين الشريفين على أن المواطن هو صلب اهتمامه « إن دولتكم حريصة على الارتقاء بأداء أجهزتها بما يلبي تطلعات وآمال مواطنيها في المجالات كافة، وهي تدرك أن أمامها العديد من التحديات إلا أنها عاقدة العزم بإذن الله على تجاوزها وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها» لذلك فالوزراء اليوم، وأكثر من كل يوم، مطالبون بأن يكونوا عند تطلع القيادة فيهم، وعند تطلع المواطن فيهم. إذ لم يعد لدينا الوفرة التي كنا نستند إليها في تغطية نقص كفاءة أعمالنا من قبل، وربما لن تكون كذلك لسنوات قادمة. حفظك الله يا خادم الحرمين الشريفين، فأنتم رجل هذه المرحلة، وأنتم - بعد الله - من يتطلع له المواطن للحفاظ على مكتسباته.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store