الصحافة صناعة

رياح التغيير تهب على الكثير من الصناعات ومنها الصحافة وبالتالي لا يصمد أمامها إلا من احترف المهنة وفي نفس الوقت فإنه لابد من منهج واضح لتقييم أداء المطبوعات. مؤسسة اليمامة أوقفت قبل سنوات مطبوعتها (رياض ديلي) وأمهلت المؤسسة مجلة اليمامة الأسبوعية لتعيد النظر في مطبوعتها حتى لاتكون عبئاً مالياً على المؤسسة واستجابت المجلة ولا زالت صامدة. التحديات التى تواجه الصحف عديدة جداً يأتي في مقدمتها إشكالية انخفاض التوزيع ،هذا التحدى يشمل الصحف اليومية في بلادنا وفي العالم أجمع والاختلاف بينهم يكمن في الآليات والأساليب التي تتبعها هذه الصحف لمواجهة تلك التحديات ..وهذا يقودنا إلى الأهمية القصوى للاحتراف في جميع المجالات وفي مؤسساتنا الصحفية بشكل خاص.
هل تلتزم المؤسسات الصحفية الاحتراف وهل تستوعب مفهوم التكامل في الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية؟ هل لديها منهج واضح لتقييم أداء مطبوعاتها ؟ هل تستعين المؤسسات بشركات البحوث والدراسات للقيام بمعرفة اتجاهات القراء بغرض تطوير ذاتها؟ هل لدى مؤسساتنا الصحفية سياسات للتحفيز الإيجابي أو السلبي؟ هل هم على علم بالاتجاهات الجديدة لدى الآخرين من نهضة وتقنية وغيرها ؟ .إن الفوارق بين صحافتنا وصحافتهم يكمن في حسن الاستفادة من الدراسات والبحوث وقياسات الرأي العام ،فهم يوظفونها خير توظيف بينما نحن نتفق على بعض من هذه الدراسات ولكننا نضعها في أرفف المكتبات لندعي المواكبة ولكن لا يوليها البعض الإهتمام الكافي بها.
لا زال البعض يتحدث في أساسيات يفترض أننا فرغنا منها وهي أخلاقيات الممارسة المهنية ومواثيق الشرف، ليس هذا فحسب فبعض الصحف تتفرغ للنميمة والتشهير وتبادل الاتهامات والشخصنة وإطلاق الأحكام المتسرعة قبل ظهور الحقائق وسلبيات أخرى لاتغيب عن فطنة القراء يقابلها وبكل تأكيد العديد من الأقلام الشريفة وذوي الأهداف النبيلة التي تسعى دوماً للأفضل .
وقبل أن أختم لابد من التأكيد مرة أخرى على ضرورة تهيئة المناخ الإعلامي إن أرادت البقاء في المناخ المحايد وليس عيباً أن تتم الاستفادة من التجارب الناجحة للصحف الغربية (وليس كلها قدوة).. ولابد للاحتراف أن يأخذ مكانته في عالم الصحافة ،ويحدوني الأمل أن تجد هذه المقترحات النظر من أصحاب الاختصاص، والله المستعان .