Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مولد الهدى

مما لا شك فيه أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل، سنة 571 من ميلاد عيسى عليه السلام، وأكثر أهل السير إجماعًا على أنه ولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول، بعد الح

A A
مما لا شك فيه أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل، سنة 571 من ميلاد عيسى عليه السلام، وأكثر أهل السير إجماعًا على أنه ولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول، بعد الحادثة بخمسين يومًا، وفي هذا الشهر من كل عام يكثر الجدل حول الاحتفال بيوم المولد بين هذا وذاك ويشتد لدرجات كبيرة بين مؤيد ومنكر وصراعات في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي ليبدأ معها التراشق والتوصيف والإقصاء لكلا الطرفين لمدة ساعات أو حتى أيام لا يصلان فيها إلى نتيجة ترضي أي منهما، كم من الوقت ضاع في جدال لا ينتهي لو استغل هذا الوقت في الاستغفار والصلاة على سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين لكان أنفع وأصلح للجميع، أليس كذلك؟
إن فضل الرسول عليه الصلاة والسلام على هذه الأمة فضل عظيم لا ينتهي بزمن محدد ولا يمكن لسواه أن يحققه، وجميع المسلمين يعون ويدركون ذلك النور الذي أضاء الدنيا من يوم ولادته إلى أن تقوم الساعة، فعن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك. قال (دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام) رواه ابن إسحاق بسنده، وجاءت النصوص كثيرة من الكتاب والسنة ببيان عظم قدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه تعالى من خلال الفضائل الجليلـة والخصائص الكريمة التي خصه الله بها، مما يدل على أنه أفضل الخلق وأكرمهم على الله وأعظمهم جاهًا عنده سبحانه وتعالى، ولا شفاعة أعظم من شفاعته في يوم لا ينفع مال ولا بنون.
أتمنى من الجميع البعد عن المجادلة فيما لا يقدم ولا يؤخر ولا يغير واستغلال أوقاتنا فيما يحقق لنا الأجر والثواب من عند الله، ويعجبني قول الشيخ محمد المختار الشنقيطي في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا غلو ولا إجحاف وخير الأمور أوسطها وأكثروا من الصلاة عليه من أفضل الأعمال..
ويقول الشاعر أحمد شوقي:
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ..
وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ..
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
#الاستعداد_والفرصة_هو_النجاح
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store