Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رسائل عدة .. في خطاب شامل

لم يقتصر خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، عند افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى على استعراض المستجدات والتحديات في المجال الداخلي فحسب ، بل أشار إلى ما اس

A A
لم يقتصر خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، عند افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى على استعراض المستجدات والتحديات في المجال الداخلي فحسب ، بل أشار إلى ما استجد في السياسة الخارجية للمملكة أيضاً ، إذ شهد العالم تحولاً هاماً في أسلوب عمل السياسة الخارجية للمملكة ، بما في ذلك السياسة الدفاعية ، حيث تحولت السعودية إلى مبادر فاعل دفاعاً عن أمنها ورفاهية شعبها في العهد « السلماني « .
التطورات في مجال السياسة الإقليمية ، والدولية ، دفعت بالمملكة إلى تولي دور قيادي إقليمي ودولي يستهدف محاربة الإرهاب والحد من مسار التوسع الإقليمي الهدام لبعض القوى الإقليمية ، فكان أن أطلقت « عاصفة الحزم» بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية ، وبطلب من الحكومة الشرعية في اليمن لإنقاذ البلاد من فئة انقلبت على شرعيته ، وسعت إلى الهيمنة وزرع الفتن في المنطقة ، ملوحة بتهديد أمن دول الجوار وفي مقدمتها المملكة . وتنفذ هذه الفئة توجهات إقليمية تسعى إلى التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية من خلال تحويل اليمن إلى بؤرة للصراع المذهبي والطائفي . وتلي إطلاق « عاصفة الحزم» انطلاق عملية « إعادة الأمل « وبرامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية .
خطاب العاهل السعودي في افتتاحه أعمال الدورة الجديدة لمجلس الشورى أشار إلى أهم الأحداث التي شهدتها المملكة منذ أن تولى الملك سلمان المُلك في البلاد ، ومنها إعادة هيكلة مجلس الوزراء وما استتبع ذلك من إلغاء العديد من المجالس والهيئات واللجان ، ونقل اختصاصاتها إلى كل من مجلس الشئون السياسية والأمنية ، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن نايف ، ومجلس الشئون الاقتصادية والتنمية ، برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وأكد الملك سلمان « أننا عازمون على مواصلة برامج التطوير والتنمية في جوانب التنمية السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية « ...
وفي المجال الاقتصادي قال إن : « المملكة حريصة على تنفيذ برامج تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط مصدراً رئيساً للدخل ، ورؤيتنا في الإصلاح الاقتصادي ترتكز على رفع كفاءة الإنفاق الحكومي ، والاستفادة من الموارد الاقتصادية وزيادة عوائد الاستثمارات الحكومية « . الخطاب الملكي لمجلس الشورى استعرض التطورات في كل مجالات العمل الحكومي من أسعار النفط إلى خطة التنمية العاشرة ، التي بدأت هذا العام ، وتحدث عن القطاع الصحي والتعليم والإسكان والعمل والموارد البشرية وقطاع النقل . ولذا فإنه من المتوقع أن نشهد قريباً تطوراً كبيراً في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية ، وسيكون لمجلس الشورى دور أكبر فيها عبر النظر في الأنظمة والقوانين المتعلقة بمختلف التطورات المتوقعة .
سوف تشهد منطقتنا أحداثاً هامة خلال الشهور القادمة ، أكان فيما يتعلق باقتصاديات المنطقة أو أمنها ، وتضع سياسة الملك سلمان الأسس القوية لمواجهة هذه التوقعات . إذ لا يتوقع أن تعود أسعار النفط إلى ما كانت عليه من ارتفاع ولا أن ينحسر الإرهاب الذي مزق الأمة وفرق الناس في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والصومال وغيرها قريباً . ولن تكون المملكة في أمان إن لم تعد العدة لمواجهة كل هذه التطورات والحد من مخاطرها داخلياً وخارجياً .. وحمل الخطاب الملكي عند افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى ، في مضمونه ، رسالة طمأنة وتحذير في وقت واحد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store