Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

متى تتحسن هذه المكافآت لأساتذة الجامعات؟!

لا ينكر منصف أن دخول أساتذة الجامعات السعوديين قد تحسنت كثيراً في السنوات القليلة الماضية، وأقول بدقة شديدة إن دخولهم تحسنت وليس رواتبهم، ذلك أن الزيادة التي حصلوا عليها تنحصر في مجموعة من البدلات الج

A A
لا ينكر منصف أن دخول أساتذة الجامعات السعوديين قد تحسنت كثيراً في السنوات القليلة الماضية، وأقول بدقة شديدة إن دخولهم تحسنت وليس رواتبهم، ذلك أن الزيادة التي حصلوا عليها تنحصر في مجموعة من البدلات الجيدة، ولكن هذه البدلات تتوقف بمجرد تقاعد الأستاذ أو إعارته أو تمتعه بتفرغ علمي وسوى ذلك، ومع تحسن البدلات التي تصرف للأساتذة بقيت بعض المكافآت المهمة جداً دون تحسين أو تغيير على مدى عشرات السنين رغم تغير الأحوال وتفاقم تكاليف المعيشة وزيادة الأعباء المادية بشكل غير مسبوق.
ومن هذه المكافآت مكافأة مناقشة الرسائل العلمية التي تنحصر في ألف ريال للمناقش الداخلي (أي العامل في الجامعة التي يتخرج فيها الطالب)، وألف وخمسمائة ريال للمناقش الخارجي الذي يحضر من جامعة أخرى داخلية أو خارجية. تُصرف هذه المكافأة لقاء قراءة فاحصة لرسالة دكتوراة أو ماجستير قد تقع في مئات الصفحات، وعليه فإن المناقش قد يحتاج إلى شهر أو أكثر ليقرأ قراءة فاحصة ويدوّن ملاحظات دقيقة جداً، يطرحها في المناقشة التي قد تستغرق أربع أو خمس ساعات في بعض الأحيان، وكل ذلك مقابل ألف ريال أو ألف وخمسمائة ريال.. لذلك يُعرِض كثير من الأساتذة عن قبول مناقشة الرسائل لأنها تحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل.
ومكافأة أخرى لابد من إعادة النظر فيها هي مكافأة الترقيات العلمية التي لا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال مقابل قراءة فاحصة ممحّصة لعدد من البحوث العلمية التي أعدها الأستاذ المتقدم للترقية: منشورة أو مقبولة للنشر بالعربية أو الإنجليزية مفردة أو مشتركة، بمعنى أنها قد تصل إلى عشرة أو يزيد، وقد حددت مكافأة قدرها خمسمائة ريال للبحث الواحد على أن لا تتجاوز المكافأة الإجمالية ثلاثة آلاف مهما بلغ عدد البحوث. ولعل الجهد الذي يبذله الأستاذ المحكم في الترقية يبلغ أضعاف أضعاف الجهد المبذول في مناقشة الرسائل لأنه لابد من أن يصدر أحكاماً رصينة على بحوث علمية رصينة وأن يتخذ قراراً صعباً للغاية بترقية زميل آخر أو عدم ترقيته، ومكافأة ثلاثة آلاف لا تكفي أبدا.
والمكافأة الثالثة هي مكافأة الأستاذ الباحث الذي يعمل في بحث مدعم من إحدى عمادات البحث العلمي في الجامعات السعودية، فمنذ سنوات طويلة لا تراوح هذه المكافأة مكانها ما بين ألف وألف وخمسمائة ريال شهرياً لمدة لا تزيد عن عشرة أشهر في السنة المالية الواحدة، ولاشك في أن هذه المكافأة الضئيلة جداً ليست حافزاً جيداً للأساتذة للإقبال على البحث العلمي الذي هو الواجب الثاني لأستاذ الجامعة بعد التعليم الجامعي وقبل خدمة المجتمع.
وختاماً، أرى أن أقل مكافأة للمناقشة العلمية يجب أن تكون خمسة آلاف ريال، وأقل مكافأة للمحكم في الترقية العلمية يجب أن تكون عشرة آلاف ريال، وكذلك المكافأة الشهرية للباحث في البحوث المدعمة: عشرة آلاف ريال، وذلك أقل ما يستحقه الأساتذة لقاء هذه الأعمال العلمية الجليلة التي يؤدونها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store