Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

روسيا وطريق اللا حل في سوريا !

كنّا نأملُ من الرئيس الروسيّ بوتين، وكبار عسكرييه أن يصغوا إلى نداء العقل، وإلى نداء الضمير، وهم يصدرون أوامرهم لقواتهم بهدم كل ما تطاله أسلحتهم من مبانٍ، وبشر في الأراضي السورية، كنّا نتمنّى أن يضعوا

A A
كنّا نأملُ من الرئيس الروسيّ بوتين، وكبار عسكرييه أن يصغوا إلى نداء العقل، وإلى نداء الضمير، وهم يصدرون أوامرهم لقواتهم بهدم كل ما تطاله أسلحتهم من مبانٍ، وبشر في الأراضي السورية، كنّا نتمنّى أن يضعوا حدًّا لحرب الإبادة هذه التي أشعلوها من أجل بقاء رئيس النظام السوريّ، وأن لا يُشاركوا في إجهاض الثورة التي قام بها الشعبُ السوريُّ للخلاص من الدكتاتورية، التي جثمت على صدورهم لأكثر من نصف قرن، وأن لا يُكرِّروا تجربتهم المريرة عندما غزوا أفغانستان، وتجرَّعوا مرارة الهزيمة.
الأمريكيون وبعد سنوات قضوها في فيتنام، مارسوا خلالها الحرق والإبادة، استسلموا، وقرروا الانسحاب من طرف واحد، رغم امتلاكهم لكل أسلحة الدمار، هزمتهم قوة الإرادة لدى الشعب الفيتنامي، والروح والشكيمة التي كانوا يتحلّون بها، تلقّوا الضربات الصاروخية، وحمم القاذفات بصدور عارية، وعزيمة قوية، وأجبروا قوات أقوى دولة في العالم إلى أن تولّي الأدبار.
والأشقاء السوريون لن يكونوا أقلّ شجاعة من الفيتناميين، ولا أقل مراسًا، ولن يستسلموا لأيّة قوة تفرض عليهم قيادتهم، وخصوصًا «بشار الأسد» المُلطَّخة يده بدماء 400 ألف سوريّ، وتشريد الملايين منهم إلى بلدان أوروبا وآسيا، وحوّل المدن السورية إلى أطلال تتحدّث عن تاريخ وعصر دموي، وهم لازالوا يذكرون جيدًا ذلك الأمس الذي اتّشحت فيه مدينة حماة بالسواد، عندما استعان «الأسد الأب» بروسيا في ثمانينيات القرن الماضي، لتحرق المدينة الوادعة، التي انتفضت مستنكرة للظلم، ومات الآلاف من الشعب السوريّ بمباركة من «حافظ الأسد». الأمور اليوم تبدّلت كما هو ظاهر على الساحة، فالسوريون حتّى وإن اختلفوا في مسمّيات وحداتهم، وتباينت مواقفهم، إلاَّ أنَّهم مُتَّفقون على طرد كل من دخل أراضيهم ليعين رئيس النظام السوري على قتل شعبه، فكما كانت الأراضي السورية مقبرةً لجنرالات إيران، وقادة حزب الله، ستكون أيضًا مقبرةً للقادة الروس.
لقد أدرك العالم كلّه بأن الرهان على بقاء الأسد من قبل روسيا رهان خاسر، وأن لا أحد في سوريا يقبل روسيا التي جاءت مناصرة للنظام، وليس لمحاربة داعش، ومحاولاتها -كما قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض نصر الحريري- نسف الشرعيات الثلاث التي استقر عليها السوريون لحل الأزمة، وهي مؤتمر جنيف الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات من دون الأسد، ومؤتمر الرياض الذي نجح في توحيد المعارضة السورية، ومحاربة الفصائل المسلّحة التي تتصدّى لنظام الأسد. والواقع يتحدّث عن أن الروس لن يصمدوا أمام هذه العاصفة القوية لا ماديًّا، ولا عسكريًّا في ظل أزمتهم الاقتصادية الخانقة التي يعيشونها في ظل حصارات فرضوها، وأخرى فُرضت عليهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store