Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المجلس الإستراتيجي ..نحو مزيد من التمكين في الأرض

من بين ما أثمرت لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وضيفه الكبير فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي ، الإعلان في مؤتمر صحفي مشتر

A A
من بين ما أثمرت لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وضيفه الكبير فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي ، الإعلان في مؤتمر صحفي مشترك بين وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو عن رغبة القيادة العليا في كلا البلدين الشقيقين في تأسيس مجلس استراتيجي رفيع المستوى بينهما لتعزيز التعاون السياسي و الاقتصادي والعسكري ، الأمر الذي أثلج صدور المسلمين في كل العالم الإسلامي. وذلك في تقديري لأنها بادرة إيجابية تنم عن عزيمة وبعد نظر من كلا الطرفين نحو تشكيل حلف استراتيجي إسلامي ، وأنها بمثابة خطوة مباركة ستليها بإذن الله خطوات على طريق العزة يرجى من الله تعالى أن تُبوِّئ الأمة مكانة الصدارة اللائقة بها و أن يتطور المجلس الإستراتيجي مع الوقت إلى تحالف إستراتيجي على يد رجال يندر أن تجود الدنيا بمثلهم ، في زمن هو الأخطر على الأمة في تاريخها، فهو زمن التحدي للوجود والهوية فإما أن نكون أو لا نكون ،زمن محاولات محو الهوية الإسلامية.
كان دعم المقاومة الإسلامية السورية المعتدلة مطلباً للطرفين السعودي والتركي وأن البلدين ملتزمان بتوحيد صف المعارضة السورية لأن ذلك من أهم أسباب إحداث نقلة نوعية فيما يجرى في سوريا حالياً ولكي ترجح الكفة لجانب المقاومة المعتدلة بالشام ، فتركيا السنية تحدها بسوريا حدود ممتدة لآلاف الكيلومترات تتخللها قرى ومدن وأنهار وضِيَع ويقاتل على أراضيها إلى جانب النظام فاقد الشرعية أعداء للإسلام والمسلمين كثر وعلى رأسهم روسيا التي لا تنفك تحتك بتركيا عن إصرار وعمد لجرِّها إلى حرب ربما كانت العالمية الثالثة والتي تقتل جميع من تستطيع فالكل عندها داعش سوى داعش نفسها ؟! ، كما يشارك في العدوان على الشعب السوري الشقيق إيران وميلشيا حزب اللات اللبناني ، إضافة إلى مرتزقة من كل مكان. كما تجد المملكة العربية السعودية الدولة الإسلامية السنية الأهم والأكبر وزناً في العالم الإسلامي نفسها مضطرة للدفاع عن المسلمين في منطقتنا العربية الإسلامية في مواقع شتى منها على سبيل المثال الجارة الجنوبية اليمن الشقيق الذي لم يعد سعيداً بسبب التدخل الشيعي الإيراني الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع . الحرب في البلدين الشام واليمن حرب إبادة وتهجير الملايين لخارج العالم الإسلامي في الحالة السورية وحرب طمس هوية في الثانية.
وكما نجحت المملكة العربية السعودية في تشكيل التحالف العسكري ضد الإرهاب الذي يضم في تشكيلته الحالية 34 دولة مسلمة ، ستنجح بمشيئة الله في تطوير المجلس الاستراتيجي الحالي بحول الله إلى حلف إستراتيجي يضم جميع الدول الإسلامية الراغبة في الانضمام بما سيعيد للأمة المسلمة بعض عزتها وهيبتها السالفة ، وربما تقر أعين المسلمين في جميع أرجاء العالم في القريب المنظور في قيام التحالف الاستراتيجي الإسلامي العالمي الذي يؤسس من أول يوم على قيم العدالة والمساواة بين بني البشر واحترام كرامة الإنسان والإنسانية يكون له ذراع عسكري بديل عن أو حتى موازٍ لمجلس الأمن المبني على الحرص على «مصالح» المنتصرين في الحرب العالمية الثانية ، وتكون مصالح الدول فيه تعكس المنافع المتبادلة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store