Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إيران من الداخل... وشاهدٌ من أهلها!

« في خريف عام 2000م أي بعد حوالي عقد من بداية عملي القانوني في الدفاع عن ضحايا العنف في محاكم إيران، عشت عشرة أيام هي الأشد هولاً في حياتي المهنية برمتها؛ أوضاع الأطفال الذين يتعرضون للضرب، والنساء ال

A A
« في خريف عام 2000م أي بعد حوالي عقد من بداية عملي القانوني في الدفاع عن ضحايا العنف في محاكم إيران، عشت عشرة أيام هي الأشد هولاً في حياتي المهنية برمتها؛ أوضاع الأطفال الذين يتعرضون للضرب، والنساء اللاتي يصبحن رهائن زيجات مفروضة، والسجناء السياسيون، يضعني في احتكاك يومي مع القسوة البشرية» شيرين عبادي، الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، نظير كفاحها للدفاع عن حقوق الإنسان داخل ايران، بدأت عملها قاضية في عهد الشاه، وفي عهدهم مُنعت من القضاء، فمارست المحاماة وخلال بحثها عن ملفات جرائم القتل التي تواطأت فيها الحكومة وقضت على حياة العشرات من المثقفين،وخنق بعض من كان خارج إيران يهتم بشؤونه، وآخرون قطعوا إرباً في بيوتهم ، كما تقول عبادي في مقدمة كتابها ( إيران تستيقظ ) مذكرات الثورة والأمل. تستيقظ من الحلم الذي عاشته خلال الثورة، بعد أن وجد الشعب نفسه في كابوس وليل طويل ليس له آخر.
كان الأمل يحدوهم أيام الثورة أن إيران تستيقظ لتنهض، لكنهم صدموا بالأحداث المتلاحقة، التي وضعتهم أمام حقيقة قاسية، لم تدرك إلا بعد أن نفذ السهم من القوس، وأصبحت إيران تحت حكم الملالي، تمارس كل أنواع العنف.
تقول عبادي: «مثلت عائلتي في اثنين من الضحايا، وانتظرت بقلق رؤية ملفات التحقيق القضائي... ارتباك التحقيق ومحاولات تعمية دور الدولة والانتحار الغامض في السجن للمشتبه فيه الأبرز» من ضمن الملفات وجدت: ( الشخص الثاني الذي سيقتل شيرين عبادي) تقول: ( طلب قاتلها من وزير الاستخبارات الإذن لتنفيذ قرار قتلها، فطلب الوزير منه تأجيل القتل لبعد رمضان، فقدم القاتل ذريعته مخاطباً وزير الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية قائلا: ( هؤلاء المثقفون لا يصومون، قد ابتعدوا عن الله ) وبرر عملية القتل كواجب ديني، لا يتعارض مع حرمة رمضان، والقتل دون محاكمة أي بطرق الاغتيالات التي تنفذها الجماعات المتطرفة والعصابات وتنظيمات المافيا.
خصصتْ فصلاً بعنوان ( الإرهاب والجمهورية ) تسرد في مقدمته وقائع عملية تصفية حوالي عشرين روائياً وشاعراً ايرانياً كانوا في طريقهم الى أرمينيا للمشاركة في مؤتمر أدبي عبر الطريق البري تنقلهم حافلة عبر الجبال التي تعصف بها الريح من شمال إيران الى المقاطعة الغربية في البلاد، عند الثانية ليلاً والركاب يغطون في النوم أوقف السائق الشاحنة على جانب الطريق وقفز خارجاً، وترك المكابح غير مسحوبة تنبه أحد الركاب فنادى على السائق، لم يستسلم السائق بعد فشل المحاولة الأولى لقتل الركاب، استيقظوا بعدها والحافلة تندفع الى حافة منحدر، ومع اقتراب الحافلة من شفير الوادي فتح السائق الباب وقفز خارجاً، اندفع أحد الركاب كان في المقدمة وأوقف الحافلة، بينما أحد إطاراتها قد أصبح خارج الطريق.
القتل، والموت في السجن أو أثناء التحقيق، لمترجمين ومثقفين وسياسيين، لبث الرعب في قلوب الشعب كي يصمت الى الأبد، ويعيش داخل زنزانة الصمت، شيء يسير مما يحدث في الداخل الإيراني، والشعب ذليل في قبضة المخابرات الإيرانية، وهي تثير الفتنة في لبنان واليمن والبحرين والكويت والإمارات والسعودية، وتدخُّلها المشين في سوريا، ثم تثور بلا خجل لتنفيذ أحكام شرعية ضد من تظنه من مواطنيها ورعاياها وهو مواطن سعودي من أصحاب الفكر المتطرف نفذ في حقه حكم الشرع كما نفذ في 46 من أصحاب الفكر ذاته قاموا بالعديد من الأعمال الإرهابية، كما قام هو بحملات تحريض، أسفرت عن عمليات إرهابية في العوامية استهدفت رجال أمن ومواطنين أبرياء، أي أن دولة تنفذ حكم الله، لترسخ الأمن والأمان في كافة أرجاء الوطن، لماذا إذن كل هذا الحقد والتحريض وحشد الغوغاء لحرق السفارة السعودية
بينما تمارس إيران القتل والتعذيب والتسلط على الشعب الايراني، وتثير الفتن هنا وهناك. لذلك نقلت لكم شهادة مواطنة ايرانية، عاشت كل المآسي التي كتبت عنها بعد خروجها من إيران، لأن الشعب الإيراني لا يزال يعيش معزولاً داخل أسوار الصمت.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store