Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من الواجب شكر نِعَم المواهب

يَعتقدُ البَعض أنَّ الإنسَان الذي لَا يَملك المَال؛ فَقير، ومَا عَلِمُوا أنَّ الفَقْر مَفهومٌ شَامِل، يَضمّ الأخلَاق والاقتصَاد، والمَوَاهِب والعَمَل، وكُلّ مَا يَمسّ نَواحي الحيَاة، وطُرق العَيش فِيه

A A
يَعتقدُ البَعض أنَّ الإنسَان الذي لَا يَملك المَال؛ فَقير، ومَا عَلِمُوا أنَّ الفَقْر مَفهومٌ شَامِل، يَضمّ الأخلَاق والاقتصَاد، والمَوَاهِب والعَمَل، وكُلّ مَا يَمسّ نَواحي الحيَاة، وطُرق العَيش فِيهَا..!
إنَّ كَثيراً مِن النَّاس يُراهِنُون عَلى الوَاسطات والمَعَارِف، أو الذَّهب والفِضّة، أو بِمَا يَملك مِن وَجَاهَةٍ وعِزّ، وكُلّ هَذه أمُور مُعتَبرَة، ولَكنّها لَيست في المَرتبة الأُولَى مِن الأشيَاء؛ التي يُراهِن عَليها المَرء..!
إنَّ الإنسَان الوَاعي يُراهِن عَلى قُدراته، وإمكَانيّاته وتَعليمه، ومَا يَملك مِن مَواهِب، وقَبْل هَذا كُلّه، مَا يَعيشه مِن إيمَانٍ وثِقَة بالله -عَزّ وجَلّ- وأنَّه الوَاهِب الرزَّاق..!
يَقول شَيخنا المُتفَائِل –دَائماً- «محمد الغزالي» –رحمه الله-: (مِن الخَطَأ أنْ تَحسب أنَّ رَأس مَالك؛ هو مَا اجتَمَعَ لَديك مِن ذَهبٍ وفِضّة! إنَّ رَأس مَالك الأَصيل؛ هو جُملة المَواهب التي سَلَّحك الله بِهَا، مِن ذَكاءٍ وقُدرة وحُريّة، وفي طَليعة المَواهِب التي تُحصَى عَليك، وتُعتبر مِن العَنَاصر الأَصيلَة في ثَروتك، مَا أنْعَم الله بِهِ عَليكَ مِن صِحّةٍ سَابِغَة، وعَافية، تَتألَّق مِن رَأسكِ إلى قَدميك، وتَتأنَّق بِهَا في الحيَاة كَيف تَشَاء)..!
بَعد هَذا أَقول: إنَّ المَرء غَنيٌّ بمَواهبه، وبِمَا يَملك مِن قُدرَات، ولَكن المُشكلة تَكمن في نُقطتين: إمَّا أنْ يَكون الإنسَان؛ غَير مُدرك وغَير عَارف لِمَا يَمتلك مِن مَواهِب، أو أنَّه يَعرف هَذه المَواهب والقُدرَات، ولَكن الكَسَل استَحوَذ عَليه، فلَا يَستثمرها ولَا يَستغلّها؛ في سوق تَنمية الذَّات وتَطوير المَوهبَة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي التَّأكيد عَلى أنَّ الله خَلَقَ كُل إنسَان؛ ومَعه مَواهبه وقُدراته وإمكَانيّاته، ولَكن أَغلَب البَشَر لَا يُدركون هَذه النِّعمَة.. إنَّهم يَعيشون الكَسَل، ثُمَّ إذَا سَألتهم: لِمَاذَا أحوَالكم مُتردّية، اعتَصمُوا بالنَّصيب وسُوء الحَظّ، أَو العيب والظّرُوف..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store