صائدو الحدائق!

* (الأفعال أبلغ من الأقوال) أتى حين من الدهر تمكن فيه بعض النافذين والمتنفذين من الاستيلاء والاستحواذ على أراضٍ مخصصة في الأصل للمرافق العامة، حينًا في غفلة من تلك الجهات الرقابية!! وحينًا آخر في تغافلها «يعني تحت بصرها»، لا بل أن تطبيق المنح عادة ما يتم من خلال جهات الاختصاص في الأمانات والبلديات «يعني بعلمها»!! إن اختفاء الحدائق وطمس معالمها على الأرض لا يطمسها في المخططات، ياليت «قوقل إيرث» كان موجودًا من ربع قرن لما تمادى صائدوا الحدائق في غيهم خاصة تلك التي تحتل مواقع إستراتيجية ذات عوائد استثمارية ضخمة، وقد كتبنا عن ذلك في هذه الزاوية من ذي قبل تحت عناوين مختلفة كان من أبرزها: «صائدو المنح» الذين لم تسلم منهم حتى الزوائد التنظيمية «المحندقة»!! على أي حال صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين الشريفين بحزمه وعزمه وجه مؤخرًا أمانة جدة ونظن -والظن في هذا السياق يقين- أن هذا التوجيه يشمل بقية الأمانات والبلديات في منطقة مكة المكرمة كافة المتمثل في العمل على إزالة كل التعديات غير المشروعة التي طالت الممتلكات العامة خاصة أراضي الحدائق والشوارع والمرافق العامة التي تم الاستيلاء عليها في ليل أظلم مما أدى إلى اختناق المخططات لغياب المساحات المفتوحة أو أراضي المدارس والمرافق العامة..
إن الذين تجرأوا على الملكيات العامة وطبقوا عليها منحًا بمقدور الدولة استعادة ما سلبوه، لا بل ودفع قيمة ما تمتعوا به من عوائد لا يملكون أصولها في الأساس، ولقد سقنا فيما مضى بعض الأمثلة والنماذج لتطبيق منح على أراض هي في الأصل حدائق ومركز دفاع مدني ومحطة كهرباء في مخطط الهزاع (البوادي/2) الواقع شمال شارع قريش شرق طريق المدينة حتى إن الحديقة المسورة الآن قد «دبقت» أرضها بالملح منذ عشرين عامًا أو زد على ذلك قليلاً.. الأرض التي يقوم عليها المبنى الضخم الفخم المؤجر على محكمة التنفيذ هي في المخطط الأساس أرض مرافق عامة!! كما أن الشارع خلفها والممتد من الشرق إلى الغرب (عامر بن زيد 33) عرضه في المخطط وصكوك الملكية 20 مترًا، إلا أنه في الواقع نصف ذلك العرض والنصف الآخر أدخل في ملكية شركات السيارات المتاخمة للشارع من الناحية الشمالية.. كيف؟! لا ندري!! لعل أمانة جدة تأخذ بجدية توجيه أمير المنطقة وتبادر للرد والإيضاح وتسارع لاستعادة الممتلكات العامه.. الله المستعان.
* ضوء: (بعد الضيق يأتي الفرج).0