Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل يعود بيت أوباما الضال إلى رشده ؟

تمنيت لو أن أوباما ذرف بعضاً من الدموع التي أطلقها وهو يتحدث عن الأطفال في بلاده الذين يموتون بسبب نظام شراء السلاح بدون قيود تذكر ، بأميركا ..

A A
تمنيت لو أن أوباما ذرف بعضاً من الدموع التي أطلقها وهو يتحدث عن الأطفال في بلاده الذين يموتون بسبب نظام شراء السلاح بدون قيود تذكر ، بأميركا .. تمنيت لو أنه ذرف الدموع على أطفال سوريا الذين يموتون جوعاً في بلدة مضايا نتيجة الحصار القذر الذي يمارسه النظام وحزب الله سعياً لدفع المواطنين في البلدة للهجرة إلى خارجها أو الموت جوعاً فيها .
فسياسة التجويع والتهجير في سوريا ليست سوى جزء من حرب النظام الحاكم في طهران ( لتطهير ) العراق وسوريا من سكانها العرب السنة وإحلال مناصرين وموالين له محلهم وذلك كجزء من برنامج طموح لإخضاع المنطقة لهيمنته : إذ إن الملالي الحاكمين لإيران يطمعون في إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية بصبغة شيعية مذهبية . وبلدة مضايا على بعد بضعة كيلومترات من الحدود اللبنانية ويسعى حزب الله الى تنفيذ السياسة الإيرانية فيها بالقضاء على أهلها السنة أو تفريغها منهم .
العصابات الشيعية التي أقامتها إيران في العراق تولت هذه المهمة ، ولازالت تمارس سلطانها على المواطنين هناك ، كما أن الحرس الثوري الإيراني يشارك بالإدارة والتوجيه والتسليح والدعم البشري ونظراً لطبيعة النظام الإيراني الطائفية فإن حرب الإمبراطورية الفارسية تتسم بأنها حرب شيعية ضد العرب السنة . فالحوثيون في اليمن حاصروا ، ولازالوا ، منطقة تعز التي تؤمن بالمذهب الشافعي السني ، مستهدفين تجويع وقتل أبنائها الذين لايوالون إيران ووليها الفقيه ومذهبه .
إيران تواصل فرض وصايتها على كل شيعي ، رغماً عن أن الغالبية منهم يرفضون ذلك ، وتسعى لاستخدام بعض ضعاف النفوس منهم كأدوات تخريب في أوطانهم لصالح حلم الملالي بقيام الإمبراطورية الفارسية . ويكاد أن يكون الوعي الدولي بالخطر الذي تشكله أطماع طهران معدوماً . فإدارة أوباما تسعى لإكمال تنفيذ ما تمكنت من الوصول إليه من اتفاق مع الإيرانيين حول برنامجهم النووي حتى يتم استخدام ذلك كنصر لأوباما عند رحيله عن الرئاسة الأميركية بنهاية هذا العام . وتحاول تجنب النظر إلى الخطر الذي تساهم هي بتأجيج ناره . بينما يشعر الأوروبيون بأن الدور الأميركي المتلاشي عالمياً لن يمكنهم من صنع أي تغيير حاسم في السياسة الدولية . وتسعى روسيا للاستفادة من هذا الوضع بإعادة بناء قواعدها العسكرية في سوريا وربما غيرها ، ولا يهمها في سبيل ذلك إبادة السوريين الذين قد يقفون ضد أطماعها .
التصعيد الذي تشهده المنطقة تتسبب فيه العمليات الإيرانية ، وأجهزتها المتشعبة ، عصابات إرهابية وإعلامية ودبلوماسية . وكذلك التساهل الذي تبديه الإدارة الأميركية حيال ما يقوم به النظام الإيراني حتى عندما يطلق صواريخ أرض أرض ممنوعة عليه أو أخرى تتحرش بأسطولها البحري ( وكما حدث مع خط أوباما الأحمر في سوريا تراجعت إدارته عن فرض عقوبات على طهران نتيجة لإطلاقها الصواريخ الممنوعة عليه وذلك بعد الإعلان أنها بصدد فرض العقوبات).
لذا من المتوقع أن تتصاعد المواقف في المنطقة بشكل ينذر باحتمال تفجرها وبشكل قد يصعب معالجته ، والسبيل الوحيد لوقف انطلاق الأحداث في مسيرة خطيرة هو أن يهيمن العقلاء في إيران على تصرفات ( التوسعيين الإمبراطوريين ) الخطيرة ويوقف التمدد الحاد في الخطر القائم . وبالإضافة إلى ذلك عودة بيت أوباما الأبيض عن ضلاله فيما يتعلق بمنطقتنا .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store