Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بدون دورينا

عندما يتوقّف الزمنُ، وتصبحُ عقاربُ الساعةِ أثقلَ من الجبال، وتشعرُ أنّك تعيش يومًا مكرَّرًا بكافّة أحداثه الروتينية التقليدية، عندها ستدرك المعنى الحقيقي لشعور الملل الخانق، وهذا هو بالضبط حال المشجّع

A A
عندما يتوقّف الزمنُ، وتصبحُ عقاربُ الساعةِ أثقلَ من الجبال، وتشعرُ أنّك تعيش يومًا مكرَّرًا بكافّة أحداثه الروتينية التقليدية، عندها ستدرك المعنى الحقيقي لشعور الملل الخانق، وهذا هو بالضبط حال المشجّع الرياضيّ هذه الأيام.
توقّف قتلَ إثارة الدوري، وحماسة اللاعبين، والمدربين، والجماهير؛ حتى الإعلام الرياضيّ أصبح يناقش قضايا مستهلكة، مللنا من الحديث فيها، ولم تعد تسمن ولا تغني من جوع، حتى ضيوف هذه البرامج أصبحوا يظهرون لمجرد الظهور ليس إلاَّ.
انتقالات الشتاء القارس لم تزد الوسط الرياضي إلاَّ برودًا على برودته، فصفقات الأندية تنوّعت ما بين أسماء مغمورة، وأخرى معروفة، لكنها حضرت لغرض التقاعد، وأخرى جاءت لتأخذ قسطًا من الراحة، ناهيك عن فرصة ذهبية من فرص الثراء السريع، على أن تعود مجددًا للعب في عالم الاحتراف الحقيقيّ.
حاول البعض كسر برودة الأجواء، وإشعالها بقضية التحكيم، وما أدراك ما التحكيم! لكنّني لم أجد الجديد، أو المفيد، فقررتُ -كغيري- متابعة سباتي الشتويّ، على أمل انتهاء هذا الشتاء سريعًا؛ لتعود عجلة الإثارة للدوران من جديد.
رغم أن الدوري توقّف بسبب منتخبنا الوطني الأولمبي، الذي سيدخل منعطفًا مهمًّا من أجل الوصول إلى ألعاب أولمبية طال الغياب عنها، إلاّ أنني لا أسمع جعجعة، ولا أرى طحنًا، وأتساءل هل سيكون هذا هو حالنا، لو كان ممثل الوطن نادي هذا أو ذاك.
أشعر أنني أرتكبُ نفس الخطأ، فأنا أكتب لكم اليوم لمجرد الكتابة، وإلاّ فإنني لا أرى ما يستحق الحديث عنه هذه الأيام، وهذه حقيقة يعرفها القارئ قبل الكاتب، كيف لا وكلاهما يعيش الحال ذاته بدون دورينا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store