Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عقدة مولانا عبّاس من أخلاق الناس

التَّعامُل مَع النَّاس؛ يَحتاج إلَى فَنٍّ وموهبَة، وقَد أَفْرَد شَيخُنا «ديل كارنيجي» كِتَاباً اسمه: «فَنّ التَّعامُل مَع النَّاس»، بَعد أنْ كَتَب كِتَابه الشَّهير: «كَيف تَكسب الأصدقَاء، وتُؤثِّر في

A A
التَّعامُل مَع النَّاس؛ يَحتاج إلَى فَنٍّ وموهبَة، وقَد أَفْرَد شَيخُنا «ديل كارنيجي» كِتَاباً اسمه: «فَنّ التَّعامُل مَع النَّاس»، بَعد أنْ كَتَب كِتَابه الشَّهير: «كَيف تَكسب الأصدقَاء، وتُؤثِّر في النَّاس»، وهَذا يَدلُّ عَلَى أنَّ التَّعَامُل مَع النَّاس شَأنٌ مُهم، لَا يَستغني عَنه أي كَائِن حَيّ؛ يَعيش فَوق هَذه الأَرض..!
لِهَذا ولِغَيره؛ دَعونَا نَستعرضُ بَعضاً مِن كَلَام شَيخنا «عبّاس العقّاد»؛ في طَريقة تَعامله مَع النَّاس، وكَيف يُواجِه ويَتعَامَل مَع الأذَى، الذي يَصدر مِنهم، حَيثُ يَقول «العَقّاد»: (خطّتي فِيمَا يُصيبني مِن النَّاس؛ هي أَن أتنَاول طِبَاعهم وأخلَاقهم جُملةً وَاحِدَة، ولَا أُفرِّق بَينهم؛ عَلى حَسب اختلَاف الأشخَاص والأفرَاد. كَان الخُلُق الوَاحِد في مَبدأ الأَمر، يُسبّب لِي الألَم، وخيبَة الرَّجَاء عَشرَات المرَّات، بَل مِئَات المَرَّات.. وكُنتُ في كُلّ مَرّة أشعرُ بصَدمة المُفَاجأة، كَأنَّني أكتَشفُ شَيئاً جَديداً لَم أَتوقّعه مِن قَبْل)..!
ثُمَّ يَجمع مَولَانا «العقّاد» النَّاس؛ في حِزمةٍ وَاحِدَة، قَائلاً: (تَعوّدتُ أنْ أَجمَع الأخلَاق إلَى أنوَاعِهَا، وأنْ أَضَع كُلّ نَوعٍ مِنهَا تَحت عنوَانه، في النَّاس أَنَانية.. في النَّاس صِغَار.. في النَّاس سَخَافة.. في النَّاس نَقَائِص وغَرَائِب.. وهَكَذَا، وهَكَذَا.. إلَى آخِر هَذه المَألوفَات، التي تَوارثنَاهَا نَحن أبنَاء آدَم وحوَّاء، فلَيس فِيهَا مِن جَديد)..!
في النَّهَايَة، مَا هي النَّتيجَة مِن تَصنيف مَولانا «عبّاس» للنَّاس؟، أَجَاب «العقّاد» عَن هَذا السُّؤال فقَال: (إذَا أَصَابني مِن النَّاسِ شَيء مُكدِّر، رَجعتُ بِهِ إلَى عنوَانه، فوَجدته مُسجَّلاً هُنَاك، ولَم يُفَاجئني بِمَا لَا أنتَظَر. في النَّاس أَنَانية.. في النَّاس صِغَار.. نَعم.. نَعم.. ومَاذا في ذَلك؟ أَلَم تَعلم هَذا مِن قَبْل؟ بَلَى، عَلمته مَرَّة بَعد مَرَّة.. فمَا وَجه الاستغرَاب؟ ولمَاذَا الألَم والشَّكوَى؟)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي التَّأكيد عَلى أنَّ الإنسَان الوَاعي؛ لَا يُفرط في تَوقُّع الخَير مِن النَّاس، ولَا يُبَالغ -أيضًا- في تَوقُّع الشَّر مِنهم، حتَّى لَا يُصاب بالصَّدَمَات، ولَكن يَبدو أنَّنا دَائماً نُحسن الظَّن، لِذَلك نَسمع كَثيراً عِبَارة: «أنَا مَصدوم في فُلان»..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store