Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حديث الاربعاء

يقول مفكر عربي كبير.. لستُ من عشاق التكنولوجيا الحديثة. واستطعت حتى الآن أن أعيش هانئًا دون أن يكون لديَّ عنوان بريد إلكتروني ولا حتى تليفون محمول.

A A

يقول مفكر عربي كبير.. لستُ من عشاق التكنولوجيا الحديثة. واستطعت حتى الآن أن أعيش هانئًا دون أن يكون لديَّ عنوان بريد إلكتروني ولا حتى تليفون محمول. ولديَّ عزم صادق على ألا أقتنيه في يومٍ من الأيام. وقصده كما يبيّن أنه يريد أن يصرف وقته في اتصالات لا تفيد ومهاترات لا تجدي، وجد غالبية مجتمعه غارقًا فيها. وقد عبّر عن موقفه قبل أن تطل علينا تويتر والفيس بوك وأخواتهما، أى قبل أن تشيع في مجتمعاتنا العربية فاحشة الاستخدام السيئ لهذه الوسائل. ولنضع تحت عبارة الاستخدام السيئ خطوطًا كثيرة لنبعد الاستخدام الحسن من هذه التهمة.
والدكتور جلال أمين، صاحب هذا الرأي، قامة علمية وثقافية وأستاذ جامعي قدير، وهو ابن العلامة الكاتب الإسلامي أحمد أمين، وربما ازداد إصرارًا بموقفه وهو يرى الاستخدام الرخيص لهذه الوسائل. ولا يجرؤ أحد أن يتهمه بالعيش خارج الزمن، فما نشاهده اليوم من فجاجة لدى معظم ضحايا الاستخدام السيئ لهذه الوسائل تعطي موقفه تبريرًا. إن مخاصمة الدكتور لمبدعات ثورة الاتصال لم تعزله عن المجتمع ولم تمنع من وصول فكره للناس ولم تحل دون انتشار مؤلفاته، فقد قدّم أكثر من 32 كتابًا في مجال تخصصه باللغة العربية وتسعة مؤلفات بالإنجليزية، ولم يمنع جفاؤه هذا من أن يحيط بكل ما يدور حوله وينال من الشهرة، ما نالها. وأحسب أن موقف الدكتور ، ليس استخفافًا بهذه الوسائل أو انكار لفوائدها، وهو يعلم أن الذي أطلق مفهوم السلطة الرابعة على الصحافة، لو عاش اليوم لأطلقه على وسائل التواصل الاجتماعي. وأحسب مرة ثانية أن موقفه، احتجاج على ما يفعله السفهاء منا. أو هو دعوة للاستخدام النظيف لهذه الوسائل.. الاستخدام الذي لا يثير الفتن وينشر الأكاذيب والشائعات ويؤجج الصراع بين الأمم أو يسيء إلى الوطن أو يُحرِّض على الرذيلة. وسبحان الذي سخر لنا هذا!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store