Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تصحيح الصورة النمطية عن المملكة عمل تكاملي

لا شك إن تصحيح صورة المملكة النمطية خارجياً هو عمل جماعي وتكاملي لا يمكن لجهة واحدة فقط أن تقوم به بمعزل عن التنسيق والتعاون مع أطراف أخرى عديدة أهمها المواطن السعودي نفسه.

A A
لا شك إن تصحيح صورة المملكة النمطية خارجياً هو عمل جماعي وتكاملي لا يمكن لجهة واحدة فقط أن تقوم به بمعزل عن التنسيق والتعاون مع أطراف أخرى عديدة أهمها المواطن السعودي نفسه.
هذه الحقيقة تجلت في تقرير لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الذي طالب وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارات الداخلية والشؤون الإسلامية والتعليم والثقافة والإعلام لإعداد استراتيجية محددة المعالم ومتضمنة مؤشرات للقياس حول مكافحة التطرف والإرهاب وتصحيح الصورة النمطية عن المملكة، ووضع برامج توعوية إعلامية للحد من تصرفات بعض السياح السعوديين المسيئة لسمعة المملكة في الخارج. وفيما يتعلق بالجزء الأخير فإني لا أتصور أن أي برامج توعية إعلامية ستكون كافية للحد من تلك التصرفات، فبجانب التوعية يجب أن يدرك أولئك الأشخاص -وهم قلة- بأن هناك عقوبات صارمة تنتظرهم تتضمن الغرامة والسجن والمنع من السفر حسب حجم الإساءة المرتكب.
وبهذا الشأن ذكرت في مقال سابق لي بعنوان « المواطن كشركة علاقات عامة» بأن التعاقد مع أفضل شركات العلاقات العامة لا يمكنه وحده تحسين صورة أي بلد دون أن يكون هناك جهد مشترك بين الحكومة ومواطنيها، بل أن تأثير المواطن ودوره قد يكون هو الأكبر والأهم.
لقد تحول العالم اليوم إلى قرية صغيرة تنساب فيها المعلومات بين القارات دون قيود وشروط، حيث ألغت التكنولوجيا الحدود بين الإعلامين الداخلي والخارجي. وهذا يعني أن كل ما يقوم به أفراد المجتمع وتتداوله فضائياتهم وشبكات تواصلهم الاجتماعي، سيراه ويتفاعل معه الناس في كل دول العالم وسيرسمون بموجبه في أذهانهم صورة إيجابية أو سلبية لذلك المجتمع حتى ولو لم يسبق لهم أن زاروه يوماً أو عرفوه عن قرب.
يجب أن يدرك كل شخص منا -ويشمل ذلك مستخدمي الانترنت- بأن سمعة البلد خط أحمر ينبغي أن يصونها كما يصون سمعته الشخصية وسمعة أهل بيته. هذا الإدراك تتم زراعته في النفوس بالتربية والتعليم، وصرامة القوانين، وبرامج التوعية، وغرس مبادىء ديننا الحنيف بسماحته وعدله وبعده عن التشدد والتطرف والإرهاب.
أخيراً، ماذا لو قمنا مثلاً بتوزيع استبيان ورقي أو إلكتروني بلغات مختلفة لكل حاج ومعتمر وكل عامل يغادر السعودية بشكل نهائي الى بلده، نسأله فيه عن تقييمه للفترة التي قضاها بيننا إيجاباً وسلباً، وتحليل نتائج ذلك بشكل علمي لعلاج أي أخطاء، ووضع هدف حتمي نصب أعيننا وهو تحقيق أقصى درجات الرضا لكل زائر لأرضنا الطاهرة. تخيلوا لو أن كل فرد من هذه الملايين الغفيرة عاد إلى بلده ووصف السعودية والسعوديين بأطيب الأوصاف وأجملها وليس العكس..
مؤكد أننا لن نحتاج حينها لأي شركات علاقات عامة أو برامج لتصحيح الصورة النمطية، وأن انعكاس ذلك سيراه كل فرد منّا بأبهى صوره أينما حل وارتحل.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store