Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المدافع الأعمى يستنجد بحارس المرمى

قَبل أيَّام، كَتبتُ تَغريدة كُرويّة تَقول: «كُلّ الحَمَاقَات مَقبولة في الكُرَة السّعوديّة؛ إلَّا حَمَاقة إعَادة الكُرَة لحَارس المَرْمَى، مِن غَير ضرُورةٍ قُصوَى»..!

A A
قَبل أيَّام، كَتبتُ تَغريدة كُرويّة تَقول: «كُلّ الحَمَاقَات مَقبولة في الكُرَة السّعوديّة؛ إلَّا حَمَاقة إعَادة الكُرَة لحَارس المَرْمَى، مِن غَير ضرُورةٍ قُصوَى»..!
هَذه التَّغريدة لابدَّ أَنْ أُضيف لَها الحَوَاشِي والهَوَامِش، والذّيول والتَّعليقَات؛ لأنَّها أصبَحَت ظَاهِرَة في المَلاعب السّعوديّة، تُعاني مِنهَا كُلّ الأنديَة، وحتَّى أُؤكِّد أنَّها أَصْبَحَتْ ظَاهرة مُستَفْحَلَة؛ عَثرتُ عَلَى دِرَاسة تُؤكِّد أنَّ أَحَد الأنديَة الكِبَار؛ صَار أكثَر الفِرَق مُمَارسةً لهَذه العَادَة..!
بَعض خُبرَاء كُرَة القَدَم -ولَستُ مِنهم- يُرجعون هَذه الظَّاهِرَة إلَى ضَعف تَرابُط خطُوط الفَريق، وابتعَاد لَاعبي المحوَر والأظهرَة عَن مُسَاندة الدِّفَاع، لذَلك يَجد بَعض اللَّاعبين المَخرج الوَحيد لحَلِّ هَذه المُشكِلَة في إعَادة الكُرَة إلَى الحَارس المسكين، الذي يَضطر إلَى تَشتيت الكُرَة كَيفما اتّفق، قَبل وقُوع الكَارِثَة، وأَقلّ عُشّاق كُرَة القَدم يُدرك جيّداً أنَّ تَشتيت الكُرَة يُضيِّع عَلى الفَريق فُرصة بِنَاء هَجمَة نَموذجيّة، تَتكوَّن مِن سِلسلة تَمريرات مُتْقَنَة، تَبدأ مِن الحَارس، حتَّى تَصل إلَى المُهَاجم «رَأس الحَرْبَة»..!
لِقَد حَاولتُ أَنْ ألتَمس 70 عُذرًا؛ لتَبرير ظَاهرة إرجَاع الكُرَة إلَى الحَارس، ففَشلتُ في ذَلك، فهَل أفتَرضُ أنَّ بَعض المُدافعين لَديهم إحسَاس بأوجَاع الأُمَّة العَربيّة وتَراجعها، لِذَلك يُحاولون أَنْ يُشيروا إلَى هذا التَّراجُع، وفق قُدَراتهم وإمكَانَاتهم المَحدودَة..؟!
بَعد ذَلك تَعوّذتُ مِن الشَّيطَان الرَّجيم، وطَردتُ هَذه الفَرَضيّة مِن ذِهني، ثُمَّ حَاولتُ إقنَاع النَّفْس أنَّ المُدَافِع رُبَّما يُحاول -مِن خِلال إعَادة الكُرَة إلَى الحَارس- أَنْ يُعيد أمجَاد الأُمَّة العَربيّة؛ رَغبةً مِنه في تَعويض مَا فَاتها..!
ثُمَّ تَعوّذتُ مِن الشَّيطَان مَرَّة أُخرَى، حتَّى تَبدّد ضَبَاب هَذه الفَرضيّة السَّاذِجَة أيضًا، بَعد ذَلك حَاولتُ الافترَاض أنَّ المُدافع أَرَاد -مِن خِلال إرجَاع الكُرَة إلَى الحَارس- كَشف حَالة التَّراجُع المُستَمرّ للكُرَة السّعوديّة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ أُشير إلَى لِقَاءٍ حَصَل مُصَادفةً في الطَّائِرَة بَيني وبَين الصَّديق «أبوثامر» مَنصور البلوي، وتَناقشنَا حَول هَذه الظَّاهِرَة، ورَجوته بأنْ يَحسم مِن رَاتب أَي لَاعب اتّحادي؛ يُعيد الكُرَة إلَى الحَارس مِن غَير ضَرورةٍ قُصوَى، فقَال: «أَعِدَك بدِرَاسة الفِكرة».. لَكنَّه سَألني مُداعباً: «لِمَاذَا لَا تَفترض يَا «أحمد» أنَّ المُدَافع يَخشَى أَنْ يُمرِّر الكُرَة، للاعب الفَريق المُنَافس، بالخَطأ، خَاصةً وأنَّ الرّجوع عَن الخَطَأ فَضيلة كَمَا تَعلَم»..؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store