Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من وحي مقولات سعود الفيصل التاريخية

من التصريحات التأريخية الشجاعة لسمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله: إن «إيران ترعى الإرهاب وتحتل العراق»..

A A
من التصريحات التأريخية الشجاعة لسمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله: إن «إيران ترعى الإرهاب وتحتل العراق».. ويعتبر ذلك تصريحًا شجاعًا يمثل خروجًا عن حد الصمت العربي والإسلامي والعالمي تجاه المد الفارسي في بلاد العرب، وجاء هذا التصريح في مرحلة دقيقة تُعبِّر عن الغزل الذي ظهر مؤخرًا بين إدارة أوباما، وبين طهران، رغم معارضة فريق كبير من الكونجرس لهذا الغزل، وهذه الطأطأة لرأس أمريكا أمام نظام لطالما سمّته أمريكا «معسكر الشر»، وهذا المعسكر كان وما زال يُسمِّي أمريكا «الشيطان الأكبر»، ولا نعرف كيف اتفق النقيضان، ذلك إن سلمنا بأنهما نقيضان من فوق الطاولة وتحتها.
أعود إلى تصريح فقيد الأمة سمو الأمير سعود الفيصل فأقول: إن دعم إيران الفارسية للإرهاب ليس خافيًا على أحد، فهي تدعم ما يُسمَّى زورًا (حزب الله)، الذي أصبح يسيطر على لبنان سيطرة كاملة بقوة السلاح الذي يرده من إيران وبتمويل منها، لإقصاء كل المكوِّنات الأخرى في لبنان من سُنَّة ومسيحيين، وذلك هو الإرهاب بأم عينه، كما تدعم إيران المليشيات الشيعية المتطرفة في العراق التي تعمل تحت سمع وبصر الحكومة العراقية، وهو ما دفع سمو الأمير سعود للتأكيد على أن إيران تحتل العراق، وهذه المليشيات الإجرامية لا تتوانى كل يوم عن قتل أهل السنة وتشريدهم وحصارهم، بدعوى أنها تتكاتف مع الحكومة في حرب داعش، هذه الحرب التي أصبحت الشماعة التي تُعلِّق عليها كل المليشيات خطاياها ورزاياها، خصوصًا المليشيات الشيعية في العراق، وسوريا ولبنان، أما سوريا، فإيران تحتلها منذ زمنٍ بعيد، وتعاون عميلها الأسد في تهجير أهل السنة وتقتيلهم، ووضع اليد على أراضيهم وممتلكاتهم، حتى إن حكومة الأسد النصيرية بدأت بتجنيس الإيرانيين منذ سنوات وتسكينهم في بيوت السنة، وما يحدث كذلكم اليوم في اليمن ليس إلا تكملة للمخطط الفارسي في بلادنا العربية، فبعد أن أحكمت إيران قبضتها على شامنا، ها هي اليوم حاولت أن تحكمها على يمننا باستئجار زمرة من الرعاع الموتورين الجوعى الذين باعوا بلادهم رخيصة لطامع فارسي، ومعها باعوا ذممهم ووطنيتهم، ولكن هيهات هيهات، فقد كانت عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل لهم بالمرصاد.
إن ما يحدث اليوم من احتلال إيراني لأقطار عربية ينبغي أن يُسمَّى احتلالًا فارسيًا، وليس احتلالًا شيعيًا، كما تسعى إيران جاهدة لإشاعته، بقصد زرع الفتنة بين الشيعة والسنة العرب، الذين عاشوا في وئام تام لمئات السنين، حتى ظهرت دولة الشر الفارسية الجديدة، التي لا يهمها إلا إعادة بناء إيوان كسرى، فليت الشيعة العرب يتنبّهون إلى أن هذا الطاغوت الفارسي لن يُمكِّنوهم من أي شيء، فيما لو تم له فرض سيطرته على المزيد من الدول العربية، وسيتحوّل الشيعة العرب إلى (عمّال) عند الفرس، دون أي سيادة أو شأن، فمن هذا المنبر أدعو إلى إشاعة مصطلح «المشروع الفارسي» بدل «المشروع الشيعي» من وحي المقولة التأريخية لسمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله، علمًا بأن هذا المشروع الفارسي قد اقترن بالمشروع الروسي مؤخرًا، وعلى كُلٍّ فهُم جميعًا «ملّة واحدة».
ما أشبه اليوم بالبارحة، فكأنّ سمو الأمير سعود الفيصل؛ قد تنبّأ لأحداث المستقبل قبل وقوعها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store