Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رميُ أحدهم في «برميل القمامة»!

صحوتُ أمس على صوتٍ غليظ لرجل ينهر أولاد الحيّ، ويزجرهم، فتفرَّقوا ضاحكين غير مستبشرين! 

وبعد ساعة عادوا ومارسوا -على ما أعتقد- طقوسهم قبل أن يُزجروا!

يا إلهي.. كيف يجرؤون؟!

A A

صحوتُ أمس على صوتٍ غليظ لرجل ينهر أولاد الحيّ، ويزجرهم، فتفرَّقوا ضاحكين غير مستبشرين! 

وبعد ساعة عادوا ومارسوا -على ما أعتقد- طقوسهم قبل أن يُزجروا!

يا إلهي.. كيف يجرؤون؟!

يبدو أني كبرتُ قليلا، رغم قِصر المدة الفاصلة بين ما كنتُ أمارس -وعدد من الأصدقاء ضدّ واحد منّا ضعيف- وبين ما يُمارسون الآن!

انتهت كل حِيَل الألعاب البريئة آنذاك، حتى فكّرنا يومًا -دون تفكير-، أو قررنا قرارًا جماعيًّا أن «نُكتّف» قريبًا لنا، ونجتمع عليه أبناء خالتي وأنا، ورميناه في «برميل القمامة»! (قصة حقيقية).

نعم.. وكان البرميل ضخمًا مقارنة بحجم الطفل الصغير بداخله، (بحيث أنه قد لا يستطيع الخروج إلا بمساعدة)، ولأنه سيغرق في هوائه الممتد في رحب، ورجلاه تطآن طبقة بسيطة من مختلف النفايات، ولا تسأل عن فرزها؟ فيكفي هذا القرف على ما أظن.. أليس كذلك؟!

محتوى البرميل -في حيّ شعبي فقير- هو خليط ما بين «حفائض» الأطفال، وبقايا الطعام، وسوائل عفنة، وكلها بكتيريا.. ولا كورونا.. ولا إيبولا ولا خنازير، ولا هم يحزنون.. ولم يمرض أحد!

الغريب أن البرميل إذا كان ممتلئا عن آخره، فهذا ما يتمنّاه المجني عليه، لأنه سيقفز من فوق أكوام الوسخ سريعًا، ويرجع إلى الشاطئ الترابي الطاهر! تتكرر الحركة الصبيانية اليوم، على نطاق أوسع، فيجتمع الشلليون على موظف «كفؤ»، فيُرسَل إلى إدارة ميّتة ملوثة بمزيد من عفن الأرشيف.. قلّ أو كثُر! وما يثير الغرابة فعلا.. هو كيف كان أصحاب مثل هذا القرار بمثل هذا الفكر، رغم أنهم ليسوا «أولاد حارة»؟! ومن أشكالهم يبدو أنهم مرفَّهين! وهنا سؤال جدير بالبحث!

آآآآه.. ربما أثَرُ «البلاي ستايشن»، ولا أظنّ أن شريطًا مر على خيال المصنّعين يحوي مثل هذه الأفكار العفنة في الإقصاء والتخلص من المخلصين الطيبين والطاهرين من أجل تحقيق بعض نقاط الفوز و»الشو» بالتخطي على رقاب الصغار! (وهذا المبدأ يُعاكس بكل تأكيد كل مبادئ الألعاب التي يحارب فيها البطل المجرمين لا المعاونين)! عمومًا: هي «كذا» الحياة! فمن فاته شيء في الحارة.. عوّضه الذكاء بألعاب المترفين!. لكن احذروا.. من جمع بين الاثنين: «هجولة الحارة» ومعاناتها، والتطفل -في الصّغر- على ألعاب المرفّهين.. سيرمي هذا المخضرم خصمه -بحدة ذكائه- في برميل القمامة، ولكن (عن بُعد).. وبأحدث وسائل التقنية، وبحبكة بسيطة -ومع هذا لا يمكن كشفها- من حبكات أهل الحارة!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store