شوارع وأرصفة.. احتُلَّت مِن دهاليز مسؤول

عندما لا يجد فرعون مَن يلمّه.. ماذا يحدث منه؟ أكيد لن يعمل أيّ شيء آخر؛ غير أنه «يتفرعن» زيادة على فرعنته.
والمسؤول الإداري الذي فرعنه يُقولب القوانين والأنظمة، والحلال البيِّن، والحرام البيِّن، على مزاج ذلك الفرعون.. مين قدّه، والمسؤول المُؤتَمَن تحت أمره!!
فرعون.. «حاط أذن من طين وأذن من عجين»، ومصدّر للعالمين «الطرشة».. مُطلِقًا جماح شراهته في الامتلاك والتملّك، والتسلّق، والتعدّي الصارخ المكشوف، على الحقوق والقوانين!! مين قدّك!!
فرعون.. انطلق، وصال وجال، ورشّ الورق هنا وهناك.. مَن يردّه؟!
قبل أن نقول فرعون اتفرعن، ولن يجد مَن يلمّه.. دعونا نسأل عَن الذي فرعنه!!
نُسلِّط الضوء على الدهاليز المُندسَّة في ثنايا الأوراق والملفات والأختام، ختم من هنا، وإقرار من هناك، ورقابة عائمة عن قصد.. لأجل عيون الفرعون صنعتهم.
* على عينك يا تاجر.. واللي ما يشتري يتفرج!!
- فرعون الأول أغلق رصيفًا، وأضافه إلى أملاكه، وغيّر مسار طريق بأكمله! وعلى عينك يا تاجر!!
- وفرعون الثاني استولى على ثمانية شوارع، وضمّها إلى أملاكه، وظل وضع الاستيلاء قائمًا خمسة وعشرين عامًا، على مرأى ومسمع صانعيه.. وعلى عينك يا تاجر!!
قبل أن يُحاسب الفرعون على أعماله، فليُحاسب مَن ساعده، كي يصل إلى ما هو عليه من الاستخفاف، والتشدّق، والرمي بالقوانين والأنظمة عرض الحائط.
يقولون: أزالت أمانة جدة كل تلك التعدّيات، ولم يعد لها وجود!!
ونحن هنا نتساءل: ألم تكن كل التعدّيات تحت سمع ونظر الأمانة والبلدية، أم أنه غُرر بهم؟ ويا غافل لك الله!!
ثمانية شوارع تم الاستيلاء عليها دفعة واحدة، والمواطن في عرض أرض مئة متر، أو بيت بسيط يستر فيه نفسه.
يا خلق يا هووه، يا مسلمين يا مسؤولين، يا مُؤتَمنين على مُقدَّرات الوطن والناس.. ألم يكن من بين مسؤولي الأمانة والبلدية خلال الخمسة والعشرين عامًا من تنبَّه لهذا الوضع اللامسؤول؟!.
عند طوافكم في الشوارع، ألم يلحظ أيّ منكم الشوارع والأرصفة المستحلَّة؟!.
مَن يُحاسب مَن؟ هل يُحاسَب الفرعون المتفرعن؟ أم ستُحاسب مصانع الاستنساخ التي يعمل أصحابها ليل نهار حتى أفرزت لنا مثل هذه العيّنة من فراعين الـhay Qualty..؟! وعجبت لك يا مسؤول.. يا مُؤتَمن!.
مرصد..
أميرنا خالد الفيصل.. هذا عهدنا فيك.. بيّض الله وجهك في الدنيا والآخرة، ورحم الله والديك.. شدّها يا الفيصل العادل.. والله معاك وحنّا وراك.