Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عون.. جعجع.. تحالف أملته المصالح!

قال «جنبلاط» في تصريح سابق: «إن السياسة مرحلة لا يجب الوقوف عندها، وإنما علينا تخطيها بحسب التطوّرات»، وقد يكون هذا السلوك متّبعًا لدى معظم السياسيين في العالم، ولكنه في لبنان سلوك سائد يطال أغلب س

A A

قال «جنبلاط» في تصريح سابق: «إن السياسة مرحلة لا يجب الوقوف عندها، وإنما علينا تخطيها بحسب التطوّرات»، وقد يكون هذا السلوك متّبعًا لدى معظم السياسيين في العالم، ولكنه في لبنان سلوك سائد يطال أغلب سياسييه، ولا يمكن التعويل على أيٍّ من فرقائه، أو حتى الوثوق في تعهداتهم، فعدو الأمس -أمام المصالح- قد يكون صديق اليوم، والعكس صحيح، ولا يهمهم مصلحة لبنان الوطن، بل تنفيذ ما يُمليه الآخرون عليهم، حتى وإن أدّى ذلك إلى تجدُّد الصراع الذي حل بلبنان عام 1975، والذي كان المرشحان للرئاسة -الجنرال عون، وسمير جعجع- أبرز صناع ذلك الصراع، ووقود إشعاله، تلك الحرب التي أودت بحياة 150 ألف قتيل، وإذا كان لابد لنا من الإتيان بدليل على ذلك، فليس أدل على ذلك من علاقة الدفء التي طرأت فجأة بين العدوّين اللدودين، والقطبين المتنافرين «عون وجعجع»، وترشيح جعجع لعون ليكون رئيسًا للبنان، ولا نعرف النوايا، وكل ما نعرفه أن هذا الأمر سيُدخل لبنان في عاصفة من الفوضى السياسية التي يصعب التكهن بنتائجها، كما ستطيل مدة الفراغ الرئاسي إلى أمد لا يعلمه إلاّ الله.
بعد التحالف مع عون، الذي فاجأ جعجع به الجميع، وانسحابه من الترشُّح، فإن السباق سيكون بين سليمان فرنجية، والجنرال عون الذي يحلم بالعودة إلى قصر بعبدا، بعدما طُرد منه أثناء الحرب الأهلية، فطموحاته لا تقف عند حد، ومن أجلها ارتمى في أحضان فريق 8 آذار، الذين يُدركون بأنه هو من قام بإعلان حرب التحرير ضد الاحتلال السوري بعدما عيّنه الرئيس (الجميّل) عام 1988 رئيسًا للحكومة الانتقالية، بعد أن تعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتم إقصاؤه من قبل القوات السورية واللبنانية، وفرَّ إلى باريس التى اختارها كمنفى له مدة 15 عامًا.
لا أمل في أن يظهر حل قريب لمشكلة الفراغ الرئاسي، لا بالتوافق، ولا بغيره، فالجنرال عون -مرشح حزب الله- غير مقبول من قِبَل عدد كبير من النواب المؤثرين، كرئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس الوفاء الديمقراطي وليد جنبلاط، الذين يُؤيِّدون منافسه سليمان فرنجية، وفي هذا يُعوّل عون وجعجع على حزب الله في أن يستخدم مخالبه بغية نجاح مَن يكنّ له الولاء.
هذه هي لبنان، يلد التناقضات، فسمير جعجع الذي كان محكومًا عليه بالإعدام، وكان سجينًا لأعوام لازال حبر تصريحاته -التي قال قيها: «بأن حزب الله هو الأخطر، وبأن إيران كارثة، وميشال عون عميل لسوريا»- لم يجف بعد، تحوَّل فيما بعد إلى موالٍ لكلِّ أولئك، داعم لمواقفهم، مُحرِّض حزب الله على استخدام نفوذه تجاه تنصيب الجنرال عون ليكون رئيسًا للبنان بقوله: (الكُرَة في ملعب حزب الله).
هذه هي لبنان، التي ينتظر مجلسها النيابي من الآخرين اختيار رئيس الجمهورية، لأن حريتهم مُصَادَرَة تحت تهديد السلاح.
هذه هي لبنان، التي تتمنّى فيه النائبة «ستريدا حعجع» أن يكون هناك تحالف بين زوجها، وبين كلٍّ من عون، وحسن نصر الله لتعم الفائدة على لبنان! هي ترى ذلك، لكن المُبصرون يرون غير ذلك، فكل منهم يحمل كتابه في شماله، وأياديهم مُلطَّخة بالدماء.
لا نتمنّى للبنان الشقيق سوى أن يعم السلام بين فرقائه، ليعيش أشقاؤنا اللبنانيون في أمن وطمأنينة.


قال «جنبلاط» في تصريح سابق: «إن السياسة مرحلة لا يجب الوقوف عندها، وإنما علينا تخطيها بحسب التطوّرات»، وقد يكون هذا السلوك متّبعًا لدى معظم السياسيين في العالم، ولكنه في لبنان سلوك سائد يطال أغلب سياسييه، ولا يمكن التعويل على أيٍّ من فرقائه، أو حتى الوثوق في تعهداتهم، فعدو الأمس -أمام المصالح- قد يكون صديق اليوم، والعكس صحيح، ولا يهمهم مصلحة لبنان الوطن، بل تنفيذ ما يُمليه الآخرون عليهم، حتى وإن أدّى ذلك إلى تجدُّد الصراع الذي حل بلبنان عام 1975، والذي كان المرشحان للرئاسة -الجنرال عون، وسمير جعجع- أبرز صناع ذلك الصراع، ووقود إشعاله، تلك الحرب التي أودت بحياة 150 ألف قتيل، وإذا كان لابد لنا من الإتيان بدليل على ذلك، فليس أدل على ذلك من علاقة الدفء التي طرأت فجأة بين العدوّين اللدودين، والقطبين المتنافرين «عون وجعجع»، وترشيح جعجع لعون ليكون رئيسًا للبنان، ولا نعرف النوايا، وكل ما نعرفه أن هذا الأمر سيُدخل لبنان في عاصفة من الفوضى السياسية التي يصعب التكهن بنتائجها، كما ستطيل مدة الفراغ الرئاسي إلى أمد لا يعلمه إلاّ الله.
بعد التحالف مع عون، الذي فاجأ جعجع به الجميع، وانسحابه من الترشُّح، فإن السباق سيكون بين سليمان فرنجية، والجنرال عون الذي يحلم بالعودة إلى قصر بعبدا، بعدما طُرد منه أثناء الحرب الأهلية، فطموحاته لا تقف عند حد، ومن أجلها ارتمى في أحضان فريق 8 آذار، الذين يُدركون بأنه هو من قام بإعلان حرب التحرير ضد الاحتلال السوري بعدما عيّنه الرئيس (الجميّل) عام 1988 رئيسًا للحكومة الانتقالية، بعد أن تعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتم إقصاؤه من قبل القوات السورية واللبنانية، وفرَّ إلى باريس التى اختارها كمنفى له مدة 15 عامًا.
لا أمل في أن يظهر حل قريب لمشكلة الفراغ الرئاسي، لا بالتوافق، ولا بغيره، فالجنرال عون -مرشح حزب الله- غير مقبول من قِبَل عدد كبير من النواب المؤثرين، كرئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس الوفاء الديمقراطي وليد جنبلاط، الذين يُؤيِّدون منافسه سليمان فرنجية، وفي هذا يُعوّل عون وجعجع على حزب الله في أن يستخدم مخالبه بغية نجاح مَن يكنّ له الولاء.
هذه هي لبنان، يلد التناقضات، فسمير جعجع الذي كان محكومًا عليه بالإعدام، وكان سجينًا لأعوام لازال حبر تصريحاته -التي قال قيها: «بأن حزب الله هو الأخطر، وبأن إيران كارثة، وميشال عون عميل لسوريا»- لم يجف بعد، تحوَّل فيما بعد إلى موالٍ لكلِّ أولئك، داعم لمواقفهم، مُحرِّض حزب الله على استخدام نفوذه تجاه تنصيب الجنرال عون ليكون رئيسًا للبنان بقوله: (الكُرَة في ملعب حزب الله).
هذه هي لبنان، التي ينتظر مجلسها النيابي من الآخرين اختيار رئيس الجمهورية، لأن حريتهم مُصَادَرَة تحت تهديد السلاح.
هذه هي لبنان، التي تتمنّى فيه النائبة «ستريدا حعجع» أن يكون هناك تحالف بين زوجها، وبين كلٍّ من عون، وحسن نصر الله لتعم الفائدة على لبنان! هي ترى ذلك، لكن المُبصرون يرون غير ذلك، فكل منهم يحمل كتابه في شماله، وأياديهم مُلطَّخة بالدماء.
لا نتمنّى للبنان الشقيق سوى أن يعم السلام بين فرقائه، ليعيش أشقاؤنا اللبنانيون في أمن وطمأنينة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store