Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تاريخنا..

الندوةُ التي أقامتْها دارةُ الملكِ عبدالعزيز بفرعِها
مركز تاريخ مكة المكرمة عن
«المصادر التاريخية لمكة المكرمة عبر العصور»
ضوءٌ في أفقِ عتمةٍ تسيطرُ على ذهنِ

A A
الندوةُ التي أقامتْها دارةُ الملكِ عبدالعزيز بفرعِها
مركز تاريخ مكة المكرمة عن
«المصادر التاريخية لمكة المكرمة عبر العصور»
ضوءٌ في أفقِ عتمةٍ تسيطرُ على ذهنِ
مؤسساتِنا الفكريةِ والتعليميةِ والأكاديميةِ والثقافيةِ والمجتمعية
بأملِ أن تعيدَ بوصلةَ هذه المؤسساتِ إلى جادةِ الصوابِ ونبذِ عقليةٍ تمحورتْ حول مفهومٍ خاطئٍ جداً هو:
«أنه لا فائدةَ من التاريخِ ودراستِه»
* الاهتمامُ بالتاريخ ودراسته في مصادرِه الأساسيةِ
يأتي في مقدمةِ أولوياتِ الدولِ والشعوبِ والأممِ المؤثرةِ والقائدة
ونظرةٌ خاطفةٌ لدولٍ مثلِ الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو اليابان أو الصين توضِّح وجودَ مراكز تاريخية متطورة جداً بها
بل شاهدتُ بنفسي ضمنَ مكاتبِ الكونجرسِ الأمريكي فريقاً من المؤرخين المتخصصين العاملين على مساعدةِ أعضاءِ الكونجرس على معرفةِ حدثٍ هنا أو هناك.
ناهيك عن مركزِ الأرشيفِ الوطني الأمريكي
الذي يُعدُّ اليومَ أحدَ أهمِّ مصادرِ المعرفةِ التاريخيةِ
لأمريكا ولمن هم خارجَها ممن يودُّون
معرفةَ تفاصيلِ تاريخِ أمةٍ تسودُ العالمَ اليوم.
* أقولُ وأكررُ إنَّ واحدةً من أهمِّ أسبابِ
كوارثِنا العربيةِ بما فيها القضيةُ الفلسطينيةُ
جهلُ أمةِ العرب بالتاريخِ وعدم
مبالاةِ مؤسساتِهم ونُخبِهم المثقفةِ به
فكم من مشهدٍ اليومَ نراه
لمقطعٍ تلفزيوني أو محاضرةٍ أو ندوةٍ
تشيرُ بكلِّ وضوحٍ إلى ما كان وماهو دائرٌ الآن
من مخططاتٍ لإغراقِ الأمةِ العربيةِ في فوضى
وإشغالِها بحروبٍ ونزاعاتٍ وفُرقةٍ داخليةٍ
عن النهوضِ ومجاراةِ الأممِ المتقدمةِ
ومع ذلك نجدُ من يشكِّكُ ومن يتأفَّفُ من
دراسةِ التاريخِ وأهميتِه
* دارةُ الملكِ عبدالعزيز وأنا شاهد عيان وممارسة
تقومُ بدورٍ رائدٍ جداً في خدمةِ تاريخِنا الوطني
في أبعادِه التاريخيةِ العربيةِ والإسلاميةِ والوطنيةِ السعودية
سواءٌ بندواتٍ متخصصةٍ مثل ندوة مكة المكرمة
أو بإصداراتٍ ذات قيمةٍ معرفيةٍ كبرى مثل
موسوعة الحج والحرمين والأطلس التاريخي وغيرها كثيرٌ
وهو ما يحفِّزُ إلى بحثٍ واستقصاءٍ وكشفٍ أعمقَ عن
تفاصيلِ تاريخٍ لأرضٍ نبعتْ منها أعظمُ رسالةٍ
إنسانيةٍ عرفها التاريخُ، وموطن أساس لعرقٍ عريق
وأرض شهدتْ أنجحَ وأعظمَ وحدةٍ عربيةٍ معاصرة..
فهل نجدُ من بين مؤسساتِنا الأكاديميةِ والبحثيةِ
اهتماماتٍ توازي هكذا قيمة؟
أم أنَّ عقلية: (لا فائدة من التاريخ)
تبقى هي المهيمنةَ والمسيطرة وبالتالي
نفقدُ أحدَ أهمِّ مقوماتِ هويتِنا الذاتيةِ؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store