Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ماذا فعلتَ يا «صلاح»؟!

لعلها نادرة من نوادر الزمان أن يخون فرد أُنيطت به الأمانةُ وطنَه وأهلَه؛ فيغدو ظهيرًا ودليلاً لعصابات القتل والتفجير كي تنفذ عملياتها الإجرامية بحق حماة الوطن ودرعه الأول، ولعلها جرس إنذار لنا جميعًا

A A
لعلها نادرة من نوادر الزمان أن يخون فرد أُنيطت به الأمانةُ وطنَه وأهلَه؛ فيغدو ظهيرًا ودليلاً لعصابات القتل والتفجير كي تنفذ عملياتها الإجرامية بحق حماة الوطن ودرعه الأول، ولعلها جرس إنذار لنا جميعًا أننا في البلد الأمين (المملكة العربية السعودية) مستهدفون، وأن وطننا بقادته وعلمائه ومواطنيه ومقدراته واقع تحت أعين لا تزال تتربص به الدوائر وتترقب اللحظة التي ينفرط فيها العقد ويُعلَن فيها انتهاء مرحلة وبدء أخرى. بالأمس أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي التفاصيلَ الكاملةَ لتفجير مسجد قوات الطوارئ الخاصة بعسير الذي وقع بتاريخ الخميس (21/‏10/‏1436هـ) ونتج عنه استشهاد (11) من رجال الأمن و(4) من الجنسية البنجلاديشية. تفاصيل البيان كشفت بجلاء التسلسلَ الإجرائيَّ لتلك العملية النكراء، وظهر من خلال البيان أن العملية الإجرامية لم تكن نتيجة اجتهاد فردي من المجرم منفذ الهجوم (يوسف السليمان) وإنما تمت وفق منظومة متكاملة من الإجراءات والتنظيم والتخطيط المدعوم ماديًّا وبشريًّا، كذلك اتضح من خلال البيان أن العملية لم تتقيد بحيز مكاني واحد بل درجت خلال تشكُّلها على أكثر من نطاق جغرافي حتى اكتمل نموها وتم جرمُها. الجزئية الأخطر والأمَرُّ في البيان هي ما يخص المجرم الخائن لوطنه وشرف مهنته الجندي بقوة الطوارئ الخاصة بعسير (صلاح علي آل دعير) الذي كانت له اليد الطولى في (المساعدة والتسهيل) لمنفذ العملية الانتحارية (يوسف السليمان). ما قام به الخائن (صلاح) أمر ليس بالهين كونه أتى من داخل المنظومة الأمنية المنوط بها حماية الأرواح، وهو قبل غيره أعرف بما يحاك لهذا الوطن من دسائس ومؤامرات، وهو قبل غيره وقف على ما يبذله وطنه لرفعة الإسلام وخدمة المواطن، وهو قبل غيره أدرى بأهداف ومرامي هذه العصابات الإجرامية التي لم تراعِ حرمة الأنفس المعصومة. الجميع يدرك تمامًا أن عملية (المساعدة والتسهيل) التي قام بها الخائن صلاح تُعد حالةً نادرة بل هي في حكم الشاذ خصوصًا ورجال أمننا عُرف عنهم الصدق والوفاء والولاء والإخلاص وأداء الأمانة العظمى والصمود في مواطن الشرف بوجه الأعداءِ والمجرمين وخلايا الإرهاب، وميادينُ الفداءِ في كل شبر من الوطن تشهد بعصاميتهم وشجاعتهم وأمانتهم وصدق توجههم وولائهم ووفائهم، وما الخائن (صلاح) إلا جسم غريب -في جسد متين صالح- لفظتْه نواياه وأفعاله إلى متاهات الهوان والنسيان. ما ينبغي أن يُدرَك ويُؤخَذ في الحسبان ويُحمَل محمل الجد من الجميع أن غاية مَن يقف وراء هذه العمليات الإرهابية وخاصة بحق (رجال أمننا) هي زعزعة الأمن وإثارة الفوضى تحقيقًا لمآرب ذاتية وتنفيذًا لأجندات وولاءات خارجية؛ انتظارًا ليومٍ تحلُّ فيه راية الخلافة المزعومة أو الولاية الموهومة محل راية التوحيد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store