Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مستقبل السياحة في بلادنا

اطَّلعتُ على النشرة الشهرية، التي تصدرها الهيئة العامّة للسياحة، والمعنونة بـ»سياحة وتراث»، العدد 87 ربيع الأول 1437هـ، وقد حفلت بالعديد من الموضوعات التي تُدلِّل على العمق التاريخي لهذه البلاد، والكن

A A
اطَّلعتُ على النشرة الشهرية، التي تصدرها الهيئة العامّة للسياحة، والمعنونة بـ»سياحة وتراث»، العدد 87 ربيع الأول 1437هـ، وقد حفلت بالعديد من الموضوعات التي تُدلِّل على العمق التاريخي لهذه البلاد، والكنوز التراثية القديمة الموجودة فيها، والتي يجهل معظم مواقعها وتاريخ محتوياتها السواد الأعظم من مواطنينا، وذلك لقلة التعريف بها، أو لتباعد مواقعها، أو لقصور لدى الجهات المعنية بها في مناطق المملكة.
وقد اهتمّ الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة بإبراز كل ما تحويه هذه البلاد من كنوز تراثية قديمة قيّمة تزخر بها أرضنا المباركة، وعمل بكل جدٍّ وإخلاص في التعريف بها، وإبراز معالمها وقيمها التاريخية، ورصد تواريخها التي تعود لآلاف السنين، والتي تدل على أن هناك حضارات قديمة سادت ثم بادت على أراضي المملكة الشاسعة، واستوطنت جميع جهاتها، وتركت لنا إرثًا حضاريًّا قيّمًا ضاربًا بجذوره في أعماق التاريخ، فاستحق التقدير والاعتراف من المنظمات الدولية التي تُعنَى بالتراث.
جهودٌ مشكورةٌ بذلها الأمير سلطان بن سلمان في إبراز وتوثيق هذا التراث القديم، وساعده في ذلك أمراء المناطق، ومحافظوها، ورؤساء أماناتها وبلدياتها، ونخبة من رجال هيئة السياحة.
صروحٌ إسلاميةٌ نفيسةٌ يمتدُّ تاريخ بعضها لـ(4000) سنة، والبعض الآخر لعهد المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ومن جاء بعده من الولاة والحكام في الدول الإسلامية المتعاقبة، التي تركت لنا كنوزًا غنيةً من التراث الإسلامي العظيم.
بلادنا مليئةٌ بالآثار والكنوز التراثية القديمة التي تحتاج لإبراز صورها الزاهية لمواطنينا، ولزوّارنا من الخارج، وتفعيل الرحلات لهذه المناطق، والاستمتاع بروعة بنيانها، وكتاباتها، وأشكالها المميّزة في الحضارات المتباينة التي سكنت أرجاء هذه البلاد، وتركت لنا شواهد تاريخية راسخة تُدلِّل على علوّ شأن هذه الحضارات، وعمق تاريخها الحضاري.
السياحة الداخلية سيكون لها شأنٌ في مستقبل بلادنا التراثي والاقتصادي، وستصبح الرافد الاقتصادي الأهم في توفير مداخيل وموارد مالية تخدم مصالح هذه البلاد، وتستقطب عشرات الآلاف من الوظائف لسد فجوة البطالة التي يُعاني منها بعض شبابنا الآن، وسوف تظهر للعالم بأن المملكة ليست صحراء قاحلة، كما يتخيلها البعض، أو حضارة حديثة قامت على مداخيل النفط فقط، ولكنها كانت -ومازالت- منارة علم للباحثين عن التراث القديم، ومرجعًا تاريخيًّا للحضارات القديمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، والمصادر التاريخية، وأنها أرض المقدسات بوجود الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وأن ما تحويه من كنوز يفوق الكثير ممّا يكتنزه العالم المتحضر بمراتٍ عديدة.
الآن بدأت الهيئة العامة للسياحة الخطوة الأولى في تسجيل المواقع الأثرية في المملكة عالميًّا، وبدأت بأربعة مواقع «مدائن صالح؛ جدة التاريخية؛ وحي طريف بالدرعية؛ والرسوم الصخرية في حائل»، ونطمح أن تُسجِّل الهيئة المزيد من المواقع التاريخية القديمة مثل: أصحاب الأخدود في نجران؛ وجواثة في الشرقية؛ ومنازل قوم شعيب في تبوك، وغيرها الكثير من المواقع والمعالم التاريخية في مختلف مناطق المملكة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store