مشكلات التعليم .. هل يكمن الحل في التخصيص ؟

التعليم غاية أساسية لابد من توفرها فهي البوابة التي يعبر منها الإنسان للارتقاء فكراً وثقافةً وسلوكاً واقتصاداً، ولذلك يجاهد الآباء لدفع تكاليف باهظة للمدارس الأهلية والعالمية لرفع المستوى الفكري والعلمي لدى أبنائهم. هنا تسأل لماذا يتحمل الأهالي تكاليف التعليم الأهلي برغم من محدودية دخلهم؟ وفي ظل الوضع الاقتصادي الراهن جاء تصريح وزير التعليم د. أحمد العيسى بأن الوزارة تسعى الى إشراك القطاع الخاص كشريك استراتيجي، وسوف يتم تدريجياً على ثلاثة محاور أولاً برفع نسبة المدارس الأهلية ثم تحويل بعض المدارس الحكومية إلى أهلية وثالثاً بالشراكة في تشغيل المدارس. نعلم علم اليقين أن الحمل الذي تتحمله وزارة التعليم حمل ثقيل، بالإضافة الى العوامل المؤثرة في ضعف التعليم العام، وأن المشكلات والعوائق التي تواجه التعليم حالياً صعبة وتشكل تحدياً يجعل الأمر يتطلب من الوزارة إيجاد الحلول السريعة.
ما كنا نأمله وجود حلول لرفع مستوى التعليم العام الى مستوى المدارس العالمية، مع توفير المدارس المهيأة لجعل المنظومة التعليمية صحية ومناسبة للطلاب والطالبات وتوفير مجمع مدارس في كل حي لاستيعاب عدد طلاب الحي كما هو معمول به في أغلب الدول المتقدمة. بالإضافة الى ذلك توفير الكوادر البشرية المؤهلة لتحقيق الهدف الأساسي ألا وهو الخروج بجيل واعٍ مثقف. كل هذه المشاكل لم تُحل وجاء تصريح معالي الوزير معتمداً على فكرة تنوع الدخل الاقتصادي عن طريق تخصيص بعض المدارس الحكومية، كما ذكر في كلمته التي ألقاها خلال منتدى التنافسية الدولي بالرياض. نتمنى من معالي الوزير التوضيح أكثر بربط الاقتصاد بالتعليم والمتعارف عليه أن التعليم يدخل ضمن الاهتمامات الأساسية للدول يخصص له ميزانية هائلة كما في المملكة، فميزانية التعليم لا يستهان بها. وعلى الرغم من حصة التعليم الضخمة من ميزانية الدولة يوجد لدينا نقص في عدد المباني. وكذلك لا ننسى هناك عدد ليس بالقليل من طلاب المدارس الحكومية بالكاد يجد أهلهم قوت يومهم. هل تخصيص التعليم سيؤثر على هذه الفئة؟ هل سيزداد عدد الأميين إذا نتج عن هذا القرار تقليص عدد الطلاب في المدارس الحكومية لعدم وجود أماكن متوفرة؟ هل تم دراسة وضع من ليس لديه استطاعة لدفع رسوم المدارس الأهلية على سبيل المثال إعفاؤه من الرسوم بناء على دخل والديه وعدد أفراد الاسرة؟
سؤال أخير:
هل كان من المستحيل دراسة رفع مستوى التعليم العام في المملكة الى مستوى التعليم العالمي؟ كنت أتمنى أن يكون التعليم العام أقوى من التعليم الأهلي لوقف استغلال أصحاب المدارس الاهلية لآباء الطلاب وقد وضعوا نصب أعينهم العائد المادي قبل العائد التعليمي. التعليم هو البنية الأساسية لبناء الدول فإذا كانت هشة لا يمكن ان نُعلي عليه بنياناً قوياً.