الفكر الضال يطفئ مصباح العقل

كلمات ولاة الأمر، تدخل القلوب بلا استئذان، وتخفف ما اعتراها من حسرة وأحزان، فهي كلمات يجب أن تكون على لسان كل سعودي غيور على حاضر ومستقبل الوطن العزيز، فدعونا نُردِّد مع قادتنا ونقل للمصابين: إصاباتكم أوسمة شرف، وبكم نفخر ونفاخر، أمّا الإرهاب، فلن يجد له ملاذًا آمنًا في أرض الحرمين بحول الله، فكلّما استباح الإرهاب شبرًا من ترابنا الطاهر، عليه أن يعلم أنه لن ينجو بفعلته المشينة، ولن تنتصر هجمات الخسّة والغدر، واعتداءات الخفاء والطعن بالظهر على يقظة رجال الأمن الأشاوس، والإرادة الشعبية التي ترد عنوة، وتصد العدوان جهارًا نهارًا؛ لتُنظِّف كل مكان دنّسه ذوو القلوب السوداء، والضمائر الميّتة، فالإرهاب في الآونة الأخيرة آثر لهجماته التخصُّص، فاختار بيوت الله، ودور العبادة ميدانًا لممارسة هوايته من التفجيرات والقتل والدمار، فتلك التنظيمات المنحرفة تسعد أيّما سعادة بإزهاق الأرواح، وإراقة دماء الأبرياء، هكذا تمادى المجرمون في تنفيذ مخططاتهم العدوانية، التي كان آخرها الاعتداء على المصلِّين بمسجد الرضا بالأحساء، حيثُ استشهد أربعة مواطنين، وأصيب عشرات آخرون من بينهم ثلاثة عسكريين.
لقد أعجبتني مواقف بطولية لابد من التطرّق إليها، ففي غمرة الأحزان، ورغم تساقط الضحايا، أجد نفسي مزهوًّا بتصرُّف ذلك اليافع الشجاع، الذي رمى بنفسه على شقيقه الصغير ليحميه، علمًا أن ذلك الصغير ما زال يُلازم السرير الأبيض، وهو يُعاني من أثر الشظايا، وفي موقف بطولي آخر كان سببًا في إيقاف العملية الإجرامية، والحد من عدد ضحاياها، وتقليل الخسائر، كان بطله مواطنًا عاجَلَ الإرهابي بضربة موفَّقة بكرسي أبطلت المهمَّة، فكل هذا يعني أن المجرم الآثم لن يفلت أبدًا من عدالة السماء، ومن العقاب والجزاء، فالكل له بالمرصاد.
إن أصحاب تلك العقول المنحرفة، والأفكار الضالة المتطرّفة اختاروا لمسيرتهم الغاشمة طريقًا مظلمًا، فمن غرس البغض والكراهية لن يجني خيرًا، قال تعالى في محكم التنزيل: « كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ»، هكذا كسب الإرهاب بُغض الأقربين، والناس أجمعين، من خلال رسالة تتضمّن إدانات عربية، وإسلامية، ودولية تستنكر الجريمة البشعة، التي استهدفت مسجد الرضا بالأحساء، مؤكِّدة تضامنها مع المملكة بكلِّ قوة، ورفضها لأيِّ يدٍ آثمة تمتد بالسوء للمساس بأمن واستقرار أرض الحرمين، والمقدسات الإسلامية، مطالبةً بضرورة تضافر الجهود للقضاء على تلك الآفة، وتجفيف منابع تمويلها، ومحاربة كلِّ مَن يُدعمها، أو يقف وراءها، فعزاؤنا لأسر الضحايا، والتحية لرجال الأمن الأشاوس على إنجازاتهم الرائعة.
يقول أحد المفكرين: الغضبُ أشبه بعاصفة تُطفئ مصباح العقل..
ونحن نقول: إنَّ مصباحَ العقلِ يُطفئهُ الفكرُ الضَّالُّ..
ودام عزّك، وأمنك، وأمانك يا وطن الشموخ.