الملك عبدالله والجنادرية

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله ) والمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية ) ، اسمان ارتبط كل منهما بالآخر منذ بداية انطلاق الدورة الأولى لهذا المهرجان قبل 32 عاماً ، وحتى الدورة الثلاثين والتي رعى افتتاحها مؤخراً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ( يحفظه الله ) .
فبالرغم من وفاته ( رحمه الله ) إلا أنه كان حاضراً في كل فعاليات المهرجان كيف لا وهو من أسس ورعى هذا المهرجان ليصبح مشروعاً حضارياً شاملاً يجمع أبناء الوطن وضيوفه من كل أنحاء العالم فيتعرفون على ثقافات وفنون وتراث وفكر ومعرفة مختلفة ، ويربط بين أبناء الوطن وثقافاتهم حتى أصبح مصدر إشعاع ثقافي وفكري ليس فقط على نطاق المملكة بل وعلى مستوى العالم وذلك لحرصه على تعزيز مبادىء الحوار والتقارب والتعايش وقيم الأمن والسلام .
الندوة الأولى في النشاط الثقافي للمهرجان كانت بعنوان ( الملك عبدالله في ذاكرتهم ) حيث توالت في تلك الندوة شهادات المشاركين على أبرز الساحات التي اهتم بها وركز عليها الملك عبدالله يرحمه الله وفي مقدمتها الحوار الذي يبعد عن التعصب الفكري والطائفي ، كما كان يرحمه الله حريصاً على تطوير المستوى الثقافي والعلمي لأبناء الوطن مما دعاه إلى إطلاق برنامج للابتعاث العلمي للخارج والداخل استفاد منه أكثر من 150 ألف طالب وطالبة تلقوا تعليمهم في أكثر من 26 دولة ليعودوا إلى وطنهم ويشاركوا في مسيرة التنمية .
المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية ) هو صورة حقيقية للحضارة السعودية بكافة جوانبها الإبداعية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو فنية أو ثقافية ، بل هي رؤية تحمل فكر الملك الراحل ( عبدالله بن عبدالعزيز ) والذي كان يؤكد في هذا المهرجان القيم الدينية والاجتماعية لهذا الوطن ، كما كان يحمل رسالة متفتحة ومنهجاً يؤمن بالتفاهم والتلاقي مع الآخر ويحرص على أن يعمل هذا المهرجان على استرجاع العادات والتقاليد الحميدة وأن يكون محطة تلاحم للموروث الشعبي بكافة جوانبه وتشجيع التراث وإعادة صياغته ورعايته وصقله والمحافظة عليه وحمايته من التشويه والإهمال .
عادت الجنادرية بعد توقف لمدة عام بسبب وفاة مؤسسها الملك الصالح المصلح عبدالله بن عبدالعزيز لكنها لم تفترق عنه فقد كان حاضراً وموجوداً في كل تفاصيلها وبرامجها، رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته.