Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سوريا في مهب الريح!

في بداية القرن العشرين اجتمع ممثلو القوى العظمى في باريس ونتج عن ذلك سايكس بيكون.

A A
في بداية القرن العشرين اجتمع ممثلو القوى العظمى في باريس ونتج عن ذلك سايكس بيكون. وفي هذه الأيام ينعقد اجتماع جنيف الذي علق أعماله لوقت آخر في جنيف لمحاولة قص ولزق لحل شبيه بما حصل قبل قرن من الزمن لمنطقة الشرق الأوسط. وكما هي العادة الأرض عربية والبشر عرب والضحية الأرض ومن عليها من العرب.
روسيا خسرت عشرات الملايين في الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن العشرين.الاتحاد الأوروبي قلق من أفواج اللاجئين من سوريا والعراق وتونس وليبيا وغيرها من الدول المنكوبة ،ولكن قرارالحسم كما كان في الماضي يظل بيد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. حيرة المفكرين تتمثل في كيف سمحت روسيا لنفسها بالدخول في سوريا بالشكل البشع الذي تمارسه وكأنها لم تقرأ التاريخ ولا تتذكر ماضيها وما عانته من قبل في الحروب المماثلة.
إيران تمارس الانتهازية ومحاولة أن تكون لاعباً بين الكبار ولكن نظامها المتخلف لا يرقى الى مصاف الدول التي تحترم المواثيق الدولية وحقوق الإنسان في الداخل والخارج. كوَّنت حزبها الإرهابي في لبنان وذهبت الى سوريا وحاولت في اليمن لخلق كماشة على دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة العربية السعودية ولكن عاصفة الحزم لها بالمرصاد.
تدفق الأسلحة الى ساحات القتال في سوريا بطرق غير متكافئة لأن المعارضة الشعبية مهما كان الدعم لها لاتستطيع مقاومة التدخل الروسي إحدى الدول العظمى. ومجلس الأمن والأمم المتحدة بكل مؤسساتها في مرحلة تراجع مخيف ينذر بانهيار النظام الدولي الذي ولد من رحم الحرب الكونية الثانية، وكتب بحبر الولايات المتحدة الأمريكية التي كما يبدو لم يعد له وزن يُحترم عند اللاعبين الكبار والصغار في عالم اليوم.
وفد المعارضة السورية الذي ذهب الى جنيف بوعود من المبعوث الأممي وبتشجيع من أصدقائهم بأنه قد يكون هناك بصيص أمل في النفق المظلم الذي دخلت فيه القضية السورية على يد بشار المجرم وحلفائه الرئيسيين روسيا وإيران. وعندما لم يجد الوفد أي نتيجة عاد بدون نتيجة وفشلت محاولات إحكام صفقة المؤامرة على سوريا الشعب والوطن ..وحسناً ما فعلوا وإلا كادت الصفقة المخزية بكل أبعادها أن تكتمل.
أمريكا تتحدث عن الحل العسكري ولكن بين من؟! شعب أعزل وقوة روسيا العظمى ومليشيات إيران وانسحاب أوروبا وأمريكا من المشهد! لقد ذهب الفرقاء الى أقصى ما يمكن من الدمار في سوريا ولم يبقَ سوى أفران المحرقة ،لم يشعل الأسد ونظامه نيرانها بعد كما فعل هترل باليهود اذا صدقت الرويا. ويبقى الأمل في تدخل أمريكا وأوربا في سوريا بشكل جدي لوقف النزيف والحرائق التي تمارسها روسيا وإيران وإلا أصبحت سوريا فعلاً في مهب الريح ،والمستفيد الأكبر إسرائيل.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store