Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مكتبة بدر كريِّم في جامعة الإمام

دُعيت صباح الاثنين 22/4/1437هـ الموافق 1/2/2016م للقاء علمي أقامته كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن الدكتور بدر كريم تقديراً لوصيته بالتبرع بمكتبته للجامعة، وقد حضر ا

A A

دُعيت صباح الاثنين 22/4/1437هـ الموافق 1/2/2016م للقاء علمي أقامته كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن الدكتور بدر كريم تقديراً لوصيته بالتبرع بمكتبته للجامعة، وقد حضر الاحتفاء مدير الجامعة ووكلاؤها وبعض العمداء وطلاب الكلية وثلة من زملائه الإعلاميين وأبناء الفقيد الأربعة.
تناول المتحدثون مسيرته الإذاعية والتلفازية وجهوده الصحفية وإسهاماته العلمية في المجال الإعلامي، وتداخل بعض الحاضرين، وعرض في الوقت المتاح (وهو ساعة ونصف) لمحات من مسيرته وإنجازاته المهنية والعلمية وإن كانت سيرته تحتاج لساعات، ولكن حَسْبُ الجامعة أن قابلت الوفاء بوفاء حين أقامت هذا الاحتفاء لوفائه لها بإهداء مكتبته في الرياض وجدة إلى رفوف مكتبتها لتبقى منهلاً للباحثين في الإعلام.
كان بدر كريم وفياً لجامعة حصل منها على درجة الدكتوراه ثم تصدَّر قاعاتها مدرساً بها، وقد جمع بين التأهيل الأكاديمي والممارسة المهنية، ومن ذلك رأى أنها أفضل مكان ليستمر عطاؤه بالاستفادة من مكتبته من دارسي الإعلام، وهي مكتبة نمت على مدى سنوات عمره، ولعل في ذلك قدوة لمثقفين كونوا مكتباتهم كتاباً كتاباً على طول سنّي عمرهم بأن يوصوا بمثل وصيته لتبقى المكتبة صدقة جارية، وعمراً ثانياً، ومنهلاً يَرِدُه طالبو العلم.
لا أظن مؤرخاً للإعلام المهني والأكاديمي سيتجاهل بدر كريم الذي كان نجماً في سماء الإعلام مسموعاً ومرئياً ومقروءاً، وكان أكاديمياً مميزاً جمع بين الإعلام التطبيقي والأكاديمي، وجمع بين الكلمة منطوقة ومكتوبة في كتاب أو مقال أو برنامج إذاعي وتلفازي، وفي آخر حياته مدرساً لها على مدرجات الجامعة التي وفّى لها ووفّت له.
ضمّن بدر كريم مؤلفاته ما يمكن أن يُكتب من تجربته الإعلامية، وما لم يكتب يعرفه زملاؤه، وفي حياة كل عَلَم يوجد ما يكتب وما لا تسمح الظروف بنشره، وقد أصدرت الجامعة إصداراً مختصراً بسيرته الذاتية والمهنية، لكن ما لم ينشر هو الأكثر، ومن عرف بدر كريم وعمل معه يعرف دقته في ضبط الكلمة (نطقاً وكتابة)، بالرجوع للمصادر، فإن لم يتمكن، هاتف من يحتفظ بهواتفهم لضبطها، لكنه يكاد يصل إلى القلق إن لم يعرف الضبط الصحيح للكلمة، ولعله لذلك سمى أحد كتبه «أفواه تتلفظ بكلمات عطرة».
ليس المجال مجال كتابة عنه وعن عطائه الإعلامي، ولكن وفاء لشكر جامعة نهلتُ العلم فيها على يد أساتذة فضلاء حين وفّت لعَلَم من إعلاميينا، ووفاء لهذا العَلَم الذي أراد أن يستمر عطاؤه، وقد غادر الحياة بحياة أخرى من خلال مكتبته بإيداعها في صرح من صروح العلم، فرحمه الله وجزاه خيراً، وشكراً لأهل الوفاء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store