هاجس التوظيف المخيف

عندما تكتب كلمة وظائف أو توظيف في محركات البحث العنكبوتية تجد أمامك العديد من المواقع التي تعلن عن توفير وظائف وإعلانات خاصة بالتوظيف وعلى مستوى العالم بل إن هناك شركات متخصصة في ذلك عبر الانترنت وتتقاضى عمولات جيدة لكي تضع السيرة الذاتية الخاصة بك لديهم أو للشركات الراغبة في الإعلان عن الوظائف الشاغرة لديها، وهي تجارة مربحة ومنظمة توفر الوقت والجهد في عناء البحث لكل الأطراف.
وعندما نتابع ملتقيات التوظيف التي تقام في مختلف أنحاء المملكة وبمشاركة عدة جهات حكومية وخاصة تهدف إلى توفير فرص وظيفية لطالبي العمل وتعريفهم بالمنشأة أو الشركة أو حتى المؤسسات الصغيرة وطبيعة أعمالها، وهذه الملتقيات تكلفتها عالية جدًا وتكون من خلال رعاة ومنظمين وعاملين وقاعات وديكورات وغيرها، وحقيقة لا أملك إحصائية واضحة لهذه الملتقيات أو حتى نتائجها ولكن أتابع التصريحات عبر الصحف بأنها دائمًا ناجحة وحققت أهدافها وتغلبت على الكثير من مشاكل طالبي العمل، مع أن وزارة العمل صرحت بأن نسبة البطالة لدينا 11%، إذن هناك ضبابية في أمر هذه الملتقيات ونتائجها ويجب علينا إعادة النظر في إقامة مثل هذه الملتقيات وتوفير هذا الجهد والوقت والمال، لأن الوظائف الحكومية لابد لها أن تتم عن طريق وزارة الخدمة المدنية قبل وبعد أي إعلان لأي وظيفة، أما القطاع الخاص فهو لا يحتاج إلى ملتقى ليعلن عن الوظائف الشاغرة لديه ويفترض أن يتم ذلك من خلال وزارة العمل في حصر الوظائف الشاغرة لدى القطاع الخاص والعمل على شغلها بالكفاءات اللازمة لها وهذا يتطلب تفعيل دور الوزارة ومؤسساتها وصندوقها لتأهيل الشباب لهذه الوظائف أولا قبل بدئهم بالعمل.
الأمر الآخر هو التصريحات التي تصدر من المسؤولين في القطاع الحكومي والخاص عن توفر عدد كبير من الوظائف لديها سنويًا في مختلف أنحاء المملكة كافية أن تخفض نسبة البطالة إلى النصف أو أكثر فلماذا لم يتم ذلك، وعندما يعلن مسؤول عن وجود نحو 500 ألف وظيفة سترى النور قريبًا، أعتقد هذه الوظائف إذا توفرت سوف تقضي على البطالة جميعها ونتمنى ذلك.
إن إلغاء هذه الملتقيات وتضمينها لهيئة توليد الوظائف هو الحل الأمثل لها، تقنينًا للوقت وللعمل وللجهود وإعطاء الرؤية والشفافية لجميع الأطراف المستفيدة.
#الاستعداد_والفرصة_هو_النجاح