Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا ننسى أننا في حرب

نحن ولله الحمد في نعمة ورخاء، وفي أمن وأمان، وعلى الرغم من كل الاضطرابات التي تحدث من حولنا، والنزاعات التي تحدث في العديد من الدول بجوارنا، إضافة إلى التحديات الاقتصادية، فإننا ولله الحمد لا نشعر بأي

A A
نحن ولله الحمد في نعمة ورخاء، وفي أمن وأمان، وعلى الرغم من كل الاضطرابات التي تحدث من حولنا، والنزاعات التي تحدث في العديد من الدول بجوارنا، إضافة إلى التحديات الاقتصادية، فإننا ولله الحمد لا نشعر بأي أثر مباشر على حياة الفرد في وطننا.
تلك النعمة العظيمة جعلت البعض ينسى بأننا في حرب على مستويين، فهناك حرب في الداخل، وذلك ضد الإرهابيين الذين ساءهم ما ننعم به من أمن وأمان، فهم يسعون لإثارة الفتنة والاضطراب في الداخل من خلال التفجير والتحريض، وتجنيد الشباب للانضمام إلى مسارهم الضال، وقد أشار أحد أعضاء مجلس الشورى إلى أنه بين عامي 2003 و2006 استمرت الممارسات الإرهابية لمواجهة المستأمنين من الأصدقاء إلى أن وصلت لقتل الأهل والمصلين في مساجدنا من أبناء الوطن، وبحسب التقارير الرسمية فقد واجهت المملكة بمفردها 124 عملًا إرهابيًّا، وأجهضت القوات الأمنية 250 عملًا إرهابيًّا فقط من عام 2000 كما تم قتل 176 إرهابيًّا مقابل استشهاد 71 رجل أمن وإصابة 407 واستشهاد 100 مدني وإصابة 579.. وحرب أخرى ضد المليشيات الحوثية في اليمن والتي هددت حدودنا الجنوبية إضافة إلى أنها قامت بالاستيلاء على الشرعية في اليمن، مما دعا النظام هناك للاستعانة بالسعودية وحلفاؤها لمواجهة هذا العدوان.
ومع كل ذلك، فالبعض وحتى الآن لا يعترف بأنها حرب، وأن هناك ضحايا، ففي خبر نُشر بالأمس بصحيفة المدينة اتهم عدد من أعضاء مجلس الشورى بعض خطباء وأئمة المساجد بعدم مواكبة الأحداث، فالدعاء في بعض الخطب نجده يُوجَّه لأهل سوريا والعراق، وهم في حاجة له، ولكن لا نجد من البعض وللأسف أي دعاء لجنودنا البواسل في الجنوب، ولا نجد دعاء على المليشيات الحوثية أو حتى على الإرهابيين الموجودين في الداخل، وهذه قضية تحتاج من بعض خطبائنا إلى إعادة النظر في الاهتمام والتركيز على هذا الموضوع، فجنودنا وحدودنا وأمننا أولى بالدعاء، مع أهمية الدعاء لجميع المسلمين في كل أنحاء العالم.
في المقابل، نجد بعض التغطيات الإعلامية للحرب الموجودة في الجنوب بعيدة كل البعد عن الواقع، فهي ومن خلال حرصها على بث الطمأنينة في نفوس الناس؛ تعمل على المبالغة في عكس صورة قد لا تكون حقيقية، بل وفي بعض الأحيان قد تكون مناقضة لبعض الإجراءات الاحترازية، والتي يتم اتخاذها من قبل الجهات الأمنية للحفاظ على سلامة وأرواح الأفراد.
نحن في حرب، ويجب علينا أن لا نتجاهل هذه الحقيقة، وأن نعيش مع الواقع، وأن نتعامل معه، وأن نعمل على عرض الصورة الحقيقية بدون مبالغة أو تهوين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store