Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«المعلم» يهدد من كابينة السوخوي!

لم ترتعد فرائصنا نحن فحسب، بل والعالم أجمع، عندما صرّح وزير خارجية سوريا الفخري «وليد المعلم» قائلاً: (مَن يعتدِّ على سوريا سيرجع إلى بلده في صناديق خشبية)!..

A A
لم ترتعد فرائصنا نحن فحسب، بل والعالم أجمع، عندما صرّح وزير خارجية سوريا الفخري «وليد المعلم» قائلاً: (مَن يعتدِّ على سوريا سيرجع إلى بلده في صناديق خشبية)!.. تصريح مفزع ألقاه «المعلم» وهو متكيء على جناح إحدى مقاتلات (السوخوي).. يُصرِّح بالوكالة، لأنه وزير شرفي لدولة محتلة، وزيرها الحقيقي «لافروف»، وللحقيقة فإننا لم نشهد خلال السنوات الأربع الماضية سوى عشرات الصناديق الخشبية متجهة إلى إيران وجنوب لبنان، وفي الأشهر الأخيرة إلى موسكو، فهل يا ترى هم هؤلاء الذين يعنيهم «وليد المعلم» في تصريحه ذاك؟! طبعًا لا، لكن السؤال هو: كيف أطاح الهواة بالجنرالات؟! إنه لغز مُحيِّر من المؤكد أن لا تصل إليه مدارك «وليد المعلم».
المعارضون لا يملكون السلاح النوعي الذي يمتلكه الإيرانيون والروس، ورغم ذلك أطاحوا بالمستشارين وبالجنرالات، فكيف إذا تدخلت الجيوش النظامية التي يعنيها في تصريحه ذاك؟!.
ما لا يُدركه «المعلم» هو أن الروس كانوا موجودين في مصر الشقيقة يوم حرب حزيران 1967، وكانوا موجودين في ليبيا يوم ضربت الطائرات الأمريكية غرفة نوم العقيد القذافي، وكانوا موجودين في العراق يوم أن ضربت قوات التحالف بغداد وأجبرت صدام حسين على الانسحاب من الكويت الشقيقة، ولذا يجب ألا يُفْرِط كثيرًا في الثقة بالروس، فهم لا يواجهون قوة عسكرية في سوريا، بل شعبا نازحًا من بلد أعطى النظام فيه الحق للروس في سفك دمائهم، وإن ما يندى له الجبين هو أن تجد الضربات الجوية الروسية على المناطق السورية المأهولة مَن يُصفِّق لها من رموز النظام، وأن يصف رئيس وفد الحكومة السورية «بشار الجعفري» الفارين من جحيم القاذفات الروسية بأنهم خرجوا إلى أوروبا للبحث عن حياة رغدة وفرص عمل أفضل، هكذا ينظر «الجعفري» للنازحين الذين قضى أكثرهم نحبهم في مياه البحار.
سوريا ليست تحت إمرة الأسد، ولا يملك أن يتخذ قرارًا، أو يطرح رأيًا في ظل وجود «بوتين ولافروف»، بالمثل لا يستطيع أي أحد من رجالها العسكريين دخول مطار اللاذقية العسكري أو الاقتراب من محيطه، بما في ذلك وزير الدفاع السوري نفسه، ولم يعد أمام الروس وقد حطوا رحالهم في الأراضي السورية ما يخشونه من ردود أفعال دولية أو إقليمية، لقد قالها «لافروف» في أغسطس 2013: «إذا اعتقد أحد أن تدمير البنية التحتية العسكرية السورية وترك ساحة المعركة مفتوحة للمعارضة لكي تنتصر سيضع نهاية للنزاع فهو واهم»، ولذلك دخلت روسيا بعدادها وعتادها حينما شعرت بدنو عهد الأسد بواسطة الشعب السوري، سبق ذلك تحذير روسي لدول الغرب من عواقب وخيمة في حال أي تدخل عسكري في سوريا خارج إطار مجلس الأمن، فأين يا ترى القرار الذي استندت إليه روسيا للتدخُّل في سوريا؟!.
أما (أم المهازل) فهو الاتهام الذي صدر قبل أيام من وزارة الدفاع الروسية المتضمن «بأن تركيا تحشد قواتها قرب الحدود مع سوريا استعدادًا لشن عملية غزو عسكري في أرض دولة ذات سيادة وهي الجمهورية السورية»، فأي سيادة لسوريا في ظل هذا النظام الذي أعطى روسيا حق الاحتلال، وأطلق يدها لتعبث وتُدمِّر وتُهجِّر الشعب؟!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store