Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أمانة مدينة جدة وتصاريح البناء «1»

كتبت مقالاً في الأسبوع الماضي بعنوان «أمانة مدينة جدة مشاريع وإنجازات»، تحدثت فيه عن بعض إنجازات الأمانة في السنوات الخمس الماضية، وفي نهاية المقال وعدت القارئ الكريم بأنني سأواجه المسؤولين في الأمانة

A A
كتبت مقالاً في الأسبوع الماضي بعنوان «أمانة مدينة جدة مشاريع وإنجازات»، تحدثت فيه عن بعض إنجازات الأمانة في السنوات الخمس الماضية، وفي نهاية المقال وعدت القارئ الكريم بأنني سأواجه المسؤولين في الأمانة بإطلاعهم على العديد من أنواع المعاناة التي يواجهها المواطنون من مثل تأخر استخراج تصاريح البناء، الكروكيات، كثرة الحفر في الشوارع، الصيانة، والإنارة، ومعضلات وإشكاليات أخرى . وقد أرسلت رسالة لمعالي الأمين أستأذنه فيها بلقاء المسؤولين بالأمانة ومواجهتهم بمعاناة المواطنين تلك، وخلال دقائق تلقيت رسالة من معاليه بتعميده للسادة الوكلاء في الأمانة بإطلاعي على جميع ما أبحث عنه بكل شفافية، وأقول بكل أمانة : إن ما شاهدته من عمل وتنظيم إلكتروني مؤسساتي منظم في جميع إدارات وأقسام الأمانة يبهج النفس، وكان بعكس ما هو عالق في أذهان الكثير من المواطنين وكتَّاب الرأي .
إن النقد غير البناء والمفتقر لحقيقة المعلومة بات أقصر الطرق لمنح شعبية للكاتب الذي يريد تضليل المواطن في ظل غياب الإجراءات النظامية والمفروضة لإنهاء أي معاملة وهو الأمر الذي تفتقده الغالبية العظمى، بل إن ما هو عالق في أذهان الكثيرين أن الرشوة هي الطريقة الأقصر لإنهاء المعاملة! متجاهلين أن المعاملة لا يمكن إنجازها من قبل الموظف إلا بعد اكتمال جميع إجراءاتها وبشكل إلكتروني صرف، وأن إنجازات الموظف أو حتى تأخره في إنجاز المعاملات يعلم بها المسؤولون عنها يومياً عن طريق برنامج (قياس الأداء والإنجاز).
في الأمانة التقيت بفئة من المهندسين السعوديين الذين هم بكل صدق مثال يفخر بهم الجميع من حيث التأهيل والكفاءة وامتلاكهم التقنية العالية والقدرة على إدارة دفة الأمور بمهنية عالية،مثل المهندس بسام الراجحي مدير إدارة الرخص، والمهندس سعيد المالكي مدير إدارة الكروكيات وغيرهما، وكان سؤالي لمدير رخص البناء حول تذمر كثير من المواطنين من تأخر استصدار تراخيص البناء حيث يستغرق استصدار الرخصة ستة أشهر إلى سنة، وتذمر المكاتب الهندسية كذلك التي عوّدت المواطن على سماع أن سبب التأخير يرجع للأمانة، فهي تقذف المخطط الوارد من المكتب الهندسي للفيلا أو العمارة السكنية من موظف لآخر، لتظل المعاملة عند المهندس في إدارة الرخص 3 أيام وعندما تظهر الإشارة الحمراء يحيلها إلى موظف آخر وهكذا تطول إجراءاتها فقط داخل إدارة الرخص، وعندما تعود للمكتب الهندسي ويقوم بإجراء التعديلات المطلوبة، تعاد إلكترونياً للأمانة، لتظهر عليها ملاحظات جديدة خلاف التي جرى تعديلها، وذلك لاختلاف الموظفين على المعاملة الواحدة ! وأن بعض المكاتب يطلب مبالغ مالية (رشوة ) لموظف إدارة التراخيص لتسريع إجراءات واستخراج التصريح.! ابتسم مدير التراخيص وأجاب بأن غالبية المواطنين يذهبون للمكاتب الهندسية بتوصية من صديق أو قريب، أو بمجرد لوحة الإعلان للمكتب ، ويتجاهل ويتقاعس عن البحث عن المكتب الملتزم والبحث عن أدائه والمعاملات التي أنجزها (مخططات البناء أو الكروكيات) والمعاملات المرفوضة، ويثقون فيما يدعيه عن الأمانة بأنها سبب تأخر استخراج الترخيص والقذف بالتهم . وهنا سألت المهندس بسام لماذا لا تحمون المواطن من بعض المكاتب الهندسية، كونكم من منح التراخيص لتلك المكاتب، وكيف يعلم المواطن بأداء المكاتب الهندسية والاستشارية؟ أجاب نحن كأمانة لم نمنح المكاتب الهندسية والاستشارية رخصاً لمزاولة نشاطهم إنما هي هيئة المهندسين بناء على الأوامر السامية، وإنما الأمانة قامت بتسجيلهم وتأكدت من اختصاصات موظفيها، وعدد المكاتب المصرح بها 302 مكتب هندسي واستشاري بمحافظة جدة، والمواطنون بإمكانهم معرفة أداء المكاتب الهندسية عن طريق موقع الأمانة (مؤشر الأداء للمكاتب الهندسية) إذ يوضح عدد عمل المكتب الهندسي لمخططات البناء، والكروكيات والتصاريح الصادرة من المكتب والمخططات المرفوضة منه، وعدد التصاريح التي أنجزها، وبعد اطلاعه تتضح له الرؤية عن كفاءة المكتب الهندسي من عدمها.
وللحديث بقية ..
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة