ثروات وطنية

* مساء الجمعة الماضية وأنا أستمعُ إلى
إذاعةِ جدة...
برنامجان أثارا في داخلي أسئلةً وشجناً كبيرين
البرنامجُ الأول للأستاذ الزميل الإعلامي محمد الراعي
«على الكورنيش»
وهذه المرة كان من كورنيش مدينةِ القنفذة..
* في البرنامجِ استضافةٌ لعددٍ من شخصياتِ القنفذةِ
الاجتماعيةِ، الأدبيةِ، الفنيةِ..
شدَّني ما أوردَه عددٌ من الضيوف
حولَ ما تزخرُ به القنفذةُ من مظاهرَ حضاريةٍ منها
مبنى الطاحونةِ والمتحفُ المحلي...
فالمبنى تاريخيٌ أثريٌ يحملُ عبقاً ماضياً ،له بين
أبناءِ المنطقةِ حكاياتٌ وحكايات
والآخر يضم آثاراً تاريخيةً ذات قيمةٍ علميةٍ هائلة
كثيرٌ منها استُخرِج من سفنٍ غارقةٍ في
أعماقِ البحرِ الأحمر منذ مئاتِ السنين
وهذه في عُرفِ المؤرخين كنوزٌ معرفيةٌ ثمينةٌ جداً
بالإمكانِ استنطاقُها لملء صفحاتٍ وصفحاتٍ من
تاريخٍ غيرِ مرئيّ وغيرِ معروفٍ..
* والبرنامجُ الآخرُ هو «فني جدة»
شدَّني فيه قدرةُ المذيعةِ واسمُها
سهى الوعل...
في تمكُّنِها الفنيِّ بمعلوماتٍ دقيقةٍ وتفصيليةٍ
حيث كانتْ تناقشُ مع عددٍ من المتخصصين
مهرجان جدة لأفلامِ الشباب..
* في ثنايا الحديثِ بقدرِ ما شدَّني تمكُّنُ وكفاءةُ
واستعدادُ مُعدَّةِ ومقدَّمةِ البرنامجِ
بقدرِ ما أبهرني الكمُ الكبيرُ من
الشبابِ والشابات الموهوبين والقادرين
في المجال الفني، كتابة - أداءً وتنفيذاً
وهذا كما أعرفُ عالمٌ في الظِّل من
الذهنيةِ المجتمعيةِ لدينا
* كلا البرنامجين أبانا لي وأنا
أعتبرُ نفسي من المتابعين المهتمين
أننا نجهلُ الكثيرَ الكثيرَ عن ثرواتٍ وطنيةٍ
يزخرُ بها هذا الوطنُ في كلِّ المجالاتِ
التاريخيةِ والبشريةِ والحضارية
وأننا فقط بحاجةٍ إلى التفاتةٍ من
مؤسساتِنا التعليميةِ والثقافيةِ
حكوميةً وأهليةً
للعنايةِ بهذه القضايا، لنقولَ للعالمِ أجمع
نعم نحن مجتمعٌ إنسانيٌ مثلُنا مثلُ غيرِنا
وأننا لسنا دعاةَ تطرُّفٍ وغلوٍ كما يصوروننا!!