Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«جيمس مارشال» رئيس أمريكي عظيم لا مثيل له

لا حديث يطغى هذه الأيام في وسائل الإعلام الغربية والعربية على شأنين أساسيين هما الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والكارثة الإنسانية السورية.

A A
لا حديث يطغى هذه الأيام في وسائل الإعلام الغربية والعربية على شأنين أساسيين هما الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والكارثة الإنسانية السورية. ففي الشأن الأول يترقب العالم باهتمام بالغ نتائج انتخابات البلد الأقوى تأثيراً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، ومن سيكون رئيسه القادم. أما الكارثة السورية فقد نالت اهتمام الإعلام الغربي ليس لكونها أكبر كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر، ولكن لأن تبعاتها طالت عقر دار دول الغرب بأمواج اللاجئين وبالإرهاب الذي خرج من حواضنه في الدول المنهارة -ومنها سوريا- وأصبح وحشاً عابراً للقارات لم يأمن شره وأذاه الغرب نفسه أو دول المنطقة جميعها، باستثناء إيران، ولا عجب.
شخصياً ليس لدي ميول لأي مرشح حالي للرئاسة الأمريكية، لأني لا أجد في أي منهم ولو قليلاً من مزايا الرئيس «جيمس مارشال» من شجاعة وإنسانية وعدالة. هذا الرئيس أرسل قوة خاصة ساعدت الروس في إلقاء القبض على الجنرال المتطرف «اليكساندر راديك» الذي استولى على حكم كازاخستان ووضع يده على سلاح نووي عرَّض العالم بأسره للخطر. الامتنان الروسي للرئيس «مارشال» كان كبيراً حيث تمت دعوته الى روسيا لتكريمه. وفي حفل التكريم ارتجل «مارشال» كلمة قال فيها:
«سيذكر الأموات لا مبالاتنا وصمتنا.. حضرت هنا الليلة للتكريم، ولكني عندما زرت في طريقي مخيمات الصليب الأحمر ذهلت لرؤية أمواج اللاجئين الهاربين من الرعب في كازاخستان، وأدركت حينها أني لا أستحق هذا التكريم، بل لا أحد منا يستحقه. الحقيقة أننا تأخرنا كثيراً في التدخل، فلم نتدخل إلا عندما تعرَّض أمننا القومي للخطر. تدخلنا بعد أن قتل نظام «راديك» أكثر من 200,000 شخص ،بينما نحن نشاهد ذلك على شاشات التلفزيون دون فعل شيء. كانت المجازر ترتكب وكنا نكتفي بالعقوبات الاقتصادية ونختبىء خلف العبارات الدبلوماسية الخادعة.. كيف سمحنا لأنفسنا بذلك؟ السلام الحقيقي لا يتحقق فقط بغياب الصراعات، ولكن بتطبيق العدالة. لقد حضرت اليوم إليكم متعهداً أن أغير السياسة الأمريكية ولن أسمح بعد اليوم لأنانيتنا السياسية أن تردعنا عن القيام بما نراه أخلاقياً. الطغيان والإرهاب لا ينبغي أن تكون أسلحة سياسية.. لن نفاوض أو نتسامح أو نخشى الإرهاب مجدداً».
موقف رائع لرئيس أمريكي عظيم وشجاع، لكنه بكل أسف كان مجرد رئيس تمثيلي في الفيلم السينمائي الشهير .(Air Force One). وما أشبه الخيال بالواقع..
فيلم سينمائي تخيلي لكنه اليوم يعكس واقعاً نعيشه ونراه.. فهناك إرهابي يناور بسلاح نووي، وهناك بلد دمره الإرهاب وقتل منه 260,000 شخص وأصبح 6 ملايين من شعبه لاجئين يهربون من الموت قتلاً الى الموت غرقاً وجوعاً وبرداً.. ولكن للأسف مجدداً ليس هناك اليوم «جيمس مارشال» ولا من يطبِّق حرفاً واحداً من خطابه أو وعداً من وعوده.
«جيمس مارشال» رئيس خيالي لا يشبهه آخر سابقاً وحاضراً، أو حتى مستقبلاً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store