Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حفلات الزفاف: هل انتهت السهرات الطوال؟

يُقال إن الهيئة العامة للسياحة والآثار (بصفتها المشرفة نظاميًّا وإداريًّا على الفنادق ودور الإيواء) قد فرضت على قاعات الأفراح والفنادق الكبرى الالتزام بإنهاء جميع مراسم حفلات الزفاف، بحلول الثالثة

A A

يُقال إن الهيئة العامة للسياحة والآثار (بصفتها المشرفة نظاميًّا وإداريًّا على الفنادق ودور الإيواء) قد فرضت على قاعات الأفراح والفنادق الكبرى الالتزام بإنهاء جميع مراسم حفلات الزفاف، بحلول الثالثة صباحًا، ممّا يعني الإقلاع عن حالات السهر المزعج حتى ساعات الفجر، بل وما بعد الفجر، خاصة أيام الصيف الذي تكثر فيه الحفلات، ويقصر فيه الليل.
‏وذكرت الحياة (22 يناير) أن خلافات قد وقعت بين بعض الفنادق في المنطقة الشرقية، وعملائها المستأجرين لقاعات زفافها من حيث الالتزام بالأوامر المحدّدة من الهيئة، فالمحتفلون، والمحتفلات يريدونها بسطة كما في السابق، حتى السادسة أو السابعة صباحًا حين تنتهي الأسرة المعنية من جمع كل أغراضها، وتوديع عروسها، أو عروستها.
‏أولا لا بد من الثناء على هكذا قرار، وإن جاء مُتأخِّرًا بعد أن استحكمت الطباع المعوجّة، والعادات البالية على أفراح الزفاف، فأحالتها إلى مناسبات للفشخرة والمباهاة في الزينة والملابس والموائد، وإلى أذى وضرر للأجساد عبر سهر طويل.
‏لا أحد يملك أسبابًا قوية تُبرِّر هذا التقليد الذي بدأ منذ زمنٍ بسهر حتى الواحدة، أو الثانية على أكثر تقدير، يوم كان الآباء من أجيال مضت لا يسمحون بهذا السهر الطويل، ثم تنامى وامتد السهر شيئًا فشيئًا حتى بات أذان الفجر جزءًا من السهرة الطويلة.
‏وطبعًا لكل من هذه الليالي المرهقات طقوس متعددة، تبدأ بالكوافيرة المحظوظة، وبالمصورة الأنيقة، وبالمطربة السعيدة، ومعها (مزيكا) من القديم والحديث. وأمّا البداية الفعلية التي تنتظرها السيدات المدعوات فهي (الزفة)! وهي الإعلان الفعلي عن انتقال العروس من دارٍ إلى دار، ومن نسق حياة إلى نسق آخر. وكل ذلك رائع وجميل، وله دلالاته اللطيفة، لكن لماذا كل هذا التأخير غير المبرر؟! ‏لماذا لا تتم الزفة غالبًا إلاّ بعد الواحدة صباحًا؟ لماذا لا تكون في العاشرة مساءً أو الحادية عشرة؟ لماذا هذه (الهجولة) التي تصيب (رب الدار) بسبب توصيل (المدام/ أو الابنة) إلى الحفل، ثم إعادتها بعد الانتهاء من الحفل؟ ألا تتم الفرحة إلاَّ عبر هكذا (سهرة)!
باقي أن أُذكِّر هيئة السياحة الموقَّرة بضرورة متابعة (قرارها)، لأني أعلم أن هناك (اختراقات) لا حصر لها!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store