المرأة.. ومشروع نبراس الوطني

المرأة في المجتمع ليست نصفه فقط، بل هي الوجه الآخر للرجل على خط المواجهة، لكلّ التحدّيات التي تواجه المجتمع، والأخطار التي تحدق به.
في البيت، حيث الأسرة لبنة المجتمع، يبقى دور الأم الواعية المعوّل عليه كثيرًا في تربية جيل يُواجه أخطارًا لم يعرفها الجيل القديم على هذا المستوى من الحرفية والاستهداف.
شبابنا مستهدف في عقيدته، وإنسانيته، وأخلاقه، وقيمه، والأم المثقفة الواعية القريبة من الحدث، والملمّة بعِظم الخطورة التي يواجهها أبناؤها، وبناتها هي الدرع الحصين، والملاذ الآمن لكلِّ أفراد الأسرة والمجتمع.
المرأة في مدرستها، وفي عيادتها، وفي معملها، وشركتها، أو عبر وسائل الإعلام، كل واحدة على ثغرٍ من ثغور الوطن، كلّنا حماة لهذا الوطن الغالي.. فإن لم أُحسن تربية أبنائي وبناتي، وأُعلِّمهم معاني العطاء، والانتماء، والالتزام بالدِّين، والخُلق الرفيع، والترفع عن الدنايا، وصحبة السوء، ستكون العواقب وخيمةً على المجتمع بأسره.
المشروع الوطني للوقاية من المخدرات -نبراس- برعاية وتوجيهات سمو ولي العهد وزير الداخلية يُقدِّم برامج نوعية على مستوى عالمي، واحترافي في هذا المجال، ويحق لنا الفخر بهذا المشروع، والذي يقدّم برعاية شركة سابك العملاقة، وبعمل دؤوب من الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وعلى رأسها أمين عام اللجنة الوطنية الأستاذ عبدالإله الشريف، الذي أُقدِّم له الشكر والامتنان؛ لأني عايشتُ عن قرب عِظم هذا العمل الوطني، الذي يهدف لرفع مستوى الوعي لدى كافة شرائح المجتمع، عبر برامجه الثمانية، ولأنني مارستُ العمل في مجال برامج الأسرة والطفل، لابدّ أنْ أشيدَ باحترافية المرأة في وطني، وهي تقود فرق عمل كبيرة من مدّربات، وإداريّات، ومنسوبات اللجنة، والتي تحط رحالها في مختلف مناطق المملكة أستاذة قديرة تعلَّمتُ منها معاني العطاء اللا محدود، إنّها الأستاذة هناء الفريح مديرة البرامج النسائية باللجنة الوطنية، هذه الملتقيات النسائية مازالت تؤدّي دورها الفاعل في كل منطقة ومحافظة بالمملكة، وقد أكرمني الله بصحبة فريق العمل في جدة على مدار يومين، أوراق عمل، وورش تدريبية متخصصة، ومعارض متميّزة في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز، وبرعاية معالي وزير التعليم، وحضور وكيل الوزارة الدكتورة هيا العواد، وبمشاركة مع منسوبات الجامعة، كان الملتقى حديث المجتمع، وكان التفاعل إيجابيًّا، ويحكي عن واقع مشهود لحضور وتميُّز المرأة في الدفاع عن وطنها عبر محاربة هذا الوباء الخطير، والذي يفتك بعقول وشباب الوطن.
هنيئًا لنا بهذه الكوكبة المتميّزة من نساء عاهدوا الله على تقديم كل ما في وسعهنّ، ليمثلنّ نقطة تحوُّل كبرى في مجالات متنوّعة ترتادها المرأة لتُحقِّق فيها إنجازًا نوعيًّا.