Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بدل نفسية لموظفي الجامعات!

يبدو أنَّه من الصعب الاستمرار في العمل كموظف إداري في جامعة محليّة!

A A
يبدو أنَّه من الصعب الاستمرار في العمل كموظف إداري في جامعة محليّة!
حكم أحد الأصدقاء على المجتمع الأكاديميّ بأنّه (نفسيّات)، وهي نظرة، وإن كانت سوداوية، ومتشائمة، إلاَّ أنَّ الواقع يقول إنّه ما ابتعد كثيرًا عن الحقيقة!
عرض الصديق -وهو يعمل مهندسًا في إدارة المشروعات في إحدى الجامعات- نماذج لهذه النفسيّات:
- دكتور يغضب لأنَّ الموقف المخصَّص لسيّارته، ليس هو الأقرب إلى باب الكلية، فهو الثالث إلى اليسار، وشهادته من (أمريكا)، فكيف يكون زميله المتخرِّج في (بريطانيا) أولاً في المواقف؟! وطالب بتبديل اللوحات بأقصى سرعة!
- أستاذ جامعي، يقضي ثلاثة أشهر في مخاطبات، ورفع التعقيبات لإدارة التشغيل والصيانة على أن مقاسات وأحجام طاولة المكتب لم تعجبه، والأثاث والفرش يحتاج إلى تغيير الألوان!
- دكتور في الجامعة قوي، وشديد في الرسائل والمحادثات؛ لدرجة أنّك ترتعدُ منه، وتخشى فصلك من غدٍ! وعند مواجهته يُقابلك بأوسع ابتسامة، والتصريف حول كل ما يهم العمل، ولا ينتظر للمساء حتى يُمطرك بوابل من الرسائل متتالية، وأشد من سابقتها بالأمس!
الأستاذ في الجامعة عند العرض والاعتراض كلامه مسموع -غالبًا- مقابل الموظف، ومُصَدَّق! ولهذا السبب يخشى كثير من الموظّفين فقدانهم لوظائفهم، أو نقلهم نقلاً تعسفيًّا لإدارات هامشيّة!
أرأيت كيف يتعامل المجتمع مع دعوى المرأة ضد مَن تَحرَّش بها؟ فهي مُصدَّقة عند الناس، وعند المجتمع كلّه، حتى وإن كانت كاذبة وظالمة!! الصورة لا تبتعد كثيرًا عن وضع الموظّف الإداري في الجامعات!
أحيلُ عقدة الأكاديمي، وتنفيسه ضد مصالح الموظّفين، وآدميتهم، وحقّهم في طرح الرأي والطموح، إلى ما يُواجهه الأساتذة من عقبات في سبيل الحصول على الدكتوراة! وتعنُّت كثير من مُشرفيهم في السابق في مسألة منحهم الدرجة، أو قبول أبحاثهم؛ ممّا ولّد لدى هذا النوع من الأكاديميين ضغينةً ضد المجتمع، وضد كلِّ طالب يطمح إلى الوصول إلى ما وصلوا إليه، وليس أدلّ على هذا ممّا هو مشاهد من تضييق (كثير) من الأستاذة، وبعض كبار المسؤولين في بعض الجهات الإدارية، على الطامحين إلى الشهادات العُليا باشتراطات تعجيزية!
أمّا مَن لم يكن لديه طموح في الشهادات العُليا من الموظّفين، فمصيره إمّا الترقّي السريع في حال خضع لرؤسائه، أو الإقصاء في حال التزم بحدود العمل الذي لا تُعرف حدوده!
مشكلة الموظّف في الجامعة أنّه يدخلها راضيًا بالسلّم الوظيفي، لكنه -غالبًا- يُحبَط في منتصف الطريق؛ بسبب مخالطته، وعشرته لنخبة أعضاء هيئة التدريس، ويبدأ يُقارن وضعه بوضع الأساتذة بحكم الزمالة! وهذا خطأ لا ذنب للدكتور فيه. ومع هذا، فقليل من الإنصاف يا دكتور!!
أمّا عن بيئة الجامعة، وفوائدها الإيجابية على الموظّف، والنماذج الجيدة من نخب أعضاء هيئة التدريس، والخبرات المتراكمة، فيطول الحديث عنها في مقالات مقبلة بحول الله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store