Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

في جازان: جريمة فوق العادة!

هكذا يتسارع نبض الحياة نحو اليوم الموعود والأجل المضروب. هي علامات الساعة أو مُؤشِّراتها، ونحن عنها غافلون. ومن العلامات الفارقة كثرة القتل بلا حق وبلا عقل أو منطق.

A A
هكذا يتسارع نبض الحياة نحو اليوم الموعود والأجل المضروب. هي علامات الساعة أو مُؤشِّراتها، ونحن عنها غافلون. ومن العلامات الفارقة كثرة القتل بلا حق وبلا عقل أو منطق. وتفجير المساجد الآمنة هو من العلامات الواضحة كون النواتج قتلًا بالجملة، ونقضًا لعرى الملة وغدرًا بأهل القبلة.
ولا تكاد تفيق من هذا الجنون المتلبِّس بالدين، إلاّ وصاعقة المجزرة في منطقة جازان تصيب كل عاقل في مقتل، ذلك أن شعور أي منّا بأنه عرضة لانتقام من هذا النوع المسعور لمجرد خلاف أو اختلاف يتركنا في حيرة وقلق وضنك!!
هل هذا القتل على طريقة العصابات الأمريكية البشعة هو مجرد إضافة جديدة لقائمة القتل بالجملة دون سند من عقل أو مبرر من منطق؟! ولئن كانت الطائفية التي أثارها المجوس الصفويون في الشام والعراق هي الدافع لقتل أهل السنة بالجملة، فإن الذي جرى في جازان ينقصه كل هذه الأدوات البغيضة والدوافع السقيمة.
القتلى -رحمهم الله- هم من العشيرة نفسها التي ينتمي إليها القاتل. هم أقرباء قريبون في كل شيء: العادات والتقاليد والبيئة واللحمة والمنطقة الكبيرة والمدينة الصغيرة، فضلًا عن الوطن الواحد والدين الواحد والتربية الواحدة. ما الذي يجري يا ترى في عالم بات مريضًا حد الإغماء، وغائبًا حد الجنون، وعشوائيًا حد الفزع!!
لماذا يلجأ أحدنا إلى سلاح فتاك ليقتص ممن يحسبهم أخطأوا في حقه، أو تجاوزوا الحد في معاملته! لماذا تمرض النفوس إلى هذا الحد الجنوني دون أن يلحظها قريب أو مدير أو صديق؟ لماذا تستعر القلوب إلى هذا الحد وكأنها على نار موقدة؟ ولماذا تتميز الصدور حقدًا إلى هذا الحد الذي يعمي عن كل شيء إلاّ الانتقام الباهظ المكلف للمجتمع والفرد سواء بسواء؟
ثمة أسرار كثيرة قد تنجلي في الأيام المقبلة، لكن أيًا منها لا يُبرِّر إطلاقًا هذه الجريمة البشعة. الإجابة على «لماذا» مهمة جدًا، لكن الأهم منها لماذا توفرت البيئة المناسبة لهذا الحدث الجلل؟
الأمل ألاّ يتكرر ذلك مستقبلًا في أي رقعة من بلادنا! وذلك بلا ريب مرهون بنفي أسبابه ومقاومة مغرياته.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store