Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حرب علينا: لا كلل ولا ملل!

أشارت صحيفة الحياة (10 يناير) إلى ملخص عن نقاشات النخبة المثقفة المفكرة في (ألبانيا) حول الدِّين، وعقدة الغرب من الإسلام (الإسلاموفوبيا).

A A

أشارت صحيفة الحياة (10 يناير) إلى ملخص عن نقاشات النخبة المثقفة المفكرة في (ألبانيا) حول الدِّين، وعقدة الغرب من الإسلام (الإسلاموفوبيا). وكما هو حال كثير من المجتمعات المسلمة (ولا نبرّئ أنفسنا) ظهرت هناك أصوات مهووسة تؤكد ربط الإسلام بالإرهاب، بيد أن الأصوات الرزينة العاقلة المنصفة تصدّت لها، وأظهرت ارتهان تلك الأصوات المأزومة للغرب، ومسايرتها لكل الدعاية الزائفة ضد الإسلام. من هذه الأصوات العاقلة المفكر فيتون سوروي الذي قال إن الإسلام لا ينتج الإرهاب بالضرورة، والقول بإلهام الإسلام للإرهاب يشبه القول بإلهام المسيحية للهولوكست.
وصوت عاقل آخر هو المفكر فاتوس لوبونيا (غير مسلم) إذ يقول: (إن الأعمال الإرهابية التي نراها ليست مستلهمة من الإسلام، بل من المشكلات الاقتصادية، والاجتماعية، والجهل، والنزاعات القومية، والفساد، وإساءة استخدام السلطة في العالم الإسلامي). ويذكرنا هذان المفكران بالإجابة التي ردّ بها معالي وزير الخارجية على سؤال يربط بين داعش وتمثيلها للإسلام، فأجاب بأن علاقة داعش بالإسلام كعلاقة منظمة KKK العنصرية الإرهابية بالمسيحية، فهي منظمة تزعم أن تعاليم المسيحية لها ستار ووقود، وكذلك يزعم الداعشيون الفجرة.
هو الحوار الذي لا ينتهي في كل قطر إسلامي، وهي التهمة نفسها التي تتردد في كل قطر غير إسلامي. لكن الملاحظة الجديرة بالنظر هي عدم كلل الغرب من محاولات نشر الصورة النمطية البغيضة عن الإسلام، حتى في ربوع دول إسلامية يغيب عنها الإسلام أصلاً، إلاّ في التزام بسيط بشعائر محدودة. إنّه الإعلام نفسه الذي يشاغل المسلمين (مهما ضعف تمسكهم بالإسلام) عن النهوض به في كل مجالات الحياة؛ بهدف تطبيقه تطبيقًا حضاريًّا واعيًا، يؤكّد تفرّده عن المناهج الأخرى، وبتضمّنه لحلول واعدة لمعظم مشكلات البشرية اليوم.
وصدق الله في علاه: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا). وكأني أرى القتال هنا معنويًّا وإعلاميًّا حتى يفقد المسلمون ثقتهم في دينهم، ويقطعوا صلتهم بربهم، ويتنكبوا المنهج الذي اختاره لهم. ولعلّ من الصيد السهل عليهم أولئك الذين عاشوا غربة الإسلام في بلادهم منذ أمد طويل، وكذلك الذين عاشوا غربة الإسلام في قلوبهم رغبة في دنيا يصيبونها، أو آمال يبلغونها، أو شهرة ينالونها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store