Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لنتدارك الأمر مبكراً!!

كنت متجهاً من أبحر الشمالية جنوباً عبر طريق المدينة، فإذا بالحركة المرورية قد تباطأت بشدة، وبعد (عَطَلة) شديدة تبين أن السبب اصطدام مركبة بأخرى من الخلف، وبعدها بدقائق تكرر المشهد ثانية.

A A
كنت متجهاً من أبحر الشمالية جنوباً عبر طريق المدينة، فإذا بالحركة المرورية قد تباطأت بشدة، وبعد (عَطَلة) شديدة تبين أن السبب اصطدام مركبة بأخرى من الخلف، وبعدها بدقائق تكرر المشهد ثانية. وبعد أن سلكت طريق الحرمين متوجهاً إلى حي السليمانية، فإذا بمشهد ثالث يتكرر... تعطيل إثر تعطيل إثر تعطيل، والسبب غالباً هو استخدام الجوال أثناء قيادة المركبة.
تذكرت هذه (البهدلة) عندما قرأت في هذه الصحيفة (17 فبراير) عن ملخص دراسة استطلاعية حديثة لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تؤكد أن 69% من السائقين يستخدمون الجوال أثناء قيادة السيارة.
وذات مرة كان أمامي مراهق يقود سيارة جيمس ببطء شديد ومسبباً (عَطلة) لا معنى لها، فلما أزعجته (البواري) تنحى جانباً مع الاستمرار في السير ببطء شديد، ولما سرت بمحاذاته تبين انهماك يديه الاثنتين في طباعة (رسالة) نصية، ضارباً عرض الحائط بمن خلفه. وعند تقييم المشهد أثنيت في نفسي على (كبر) عقل هذا المراهق مقارنة بأولئك الذين يمارسون (الخطيئة) نفسها في خط الحرمين السريع أو طريق المدينة السريع المزدحم.
طبعاً هذه ليست حدوتة شخصية، وإنما لأني متأكد أن هذه الحوادث السخيفة تتكرر يومياً عبر البلاد طولاً وعرضاً وشمالاً وجنوباً. وفي ذلك أولاً رفع لدرجة المخاطر أثناء القيادة بالرغم من أننا (لسنا ناقصين) ولا فخر، فلنا الريادة في مسألة أعداد ضحايا المرور من القتلى والجرحى مقارنة بعدد السكان.
الأمر المستغرب هو استمرار صمت الجهات المسؤولة عن الحركة المرورية في بلادنا، كما هي الجهات المسؤولة عن إيقاع العقوبات بالمخالفين المستخدمين للجوال أثناء القيادة!!
لماذا ننتظر حتى تزداد الحوادث الناتجة عن استخدام الجوال إلى درجات مخيفة، ثم نحاول بعدها (لملمة) الموضوع وتشديد العقوبات، بعد أن يسبق السيف العذل.
وأما الركون إلى كاميرات (ساهر) فحدوتة مضحكة لأن المتوفر من هذه الكاميرات لا يحقق ولا 5% من الاحتياج الفعلي لها في ضوء ما نشهده من فوضى في الالتزام بآداب المرور وأنظمته، وعلى رأسها السرعة المخيفة والتجاوز الخاطئ واستخدام الجوال.
أرجو أن نتحرك سريعاً حتى لا نندم كثيراً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store