Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا تفقدوا المعلم هيبته!

تداعيات ما حصل في إحدى المدارس بجدة عندما قام معلم بضرب طالب لسبب ما انتفضت لها وسائل الاعلام وتجاوبت إدارة التعليم عطفاً على الطالب ومراعاة لذويه.

A A
تداعيات ما حصل في إحدى المدارس بجدة عندما قام معلم بضرب طالب لسبب ما انتفضت لها وسائل الاعلام وتجاوبت إدارة التعليم عطفاً على الطالب ومراعاة لذويه. وهذا شي جميل أن يكون ذلك الشعور بالمسؤولية تجاه الطلبة في مدارسنا ولكن ليس على حساب المعلم وهيبة المؤسسة التعليمية بصفة عامة. ظاهرة العنف في المدارس ليست جديدة فقد صاحبت مراحل الطفرة من بدايتها بعد أن تحسنت الأحوال وأصبح بعض الطلاب يأتون للمدارس في سيارات فارهة ويتطاولون على المدرسين ويستهترون بالضوابط المعتادة في حرم التعليم المدرسي ولم يعد للمدرس ولا لإدارة المدارس الهيبة التي كانت معهودة في مدارسنا. ولا أحد يتصور أن المعلم كان متقصداً ذلك الطالب بدون سبب. وإذا ثبت ذلك فان هناك خللاً تتحمل ادارة المدرسة المسؤولية عنه لأنها لم تراقب سلوك المدرِّس وإذا كان غير سوي فكان ينبغي أن تبعده عن فصول الدراسة وعن الطلاب. البيت والمدرسة شركاء في مسؤولية التعليم ولا ينجح التعليم بدون شراكة مكتملة الأركان بين البيت والمدرسة لان غياب البيت يترك كل المسؤولية على عاتق المدرسة. والمدرسة تجير ذلك الحمل للمعلم الذي قد لا تكون لديه الخبرة والمقدرة للقيام بها وخاصة عندما يكون هناك شبه تمرد مثل الذي حصل في المدرسة المعنية. يشتكي بعض المدرسين ان سياراتهم تتعرض للاعتداء بقصد لتخويف المدرس من القيام بواجبه كما ينبغي وفي كل الحلات ينتهي التحقيق بصلح بدون حلول جذرية.
أتذكر عندما كنت أعمل في كندا أن أحد الطلاب في مدرسة أولادي تطاول على مدرسة اللغة الفرنسية نتيجة لإصرارها على الالتزام بأداء واجباته المدرسية كما ينبغي أسوة بزملائه الطلبة. ولكن الطالب استغل وضعه كنجم رياضي مهم في فريق المدرسة وكونه طالباً في الفصل الأخير من الدراسة الثانوية وينحدر أيضاً من عائلة ثرية. كل تلك الميزات لم تشفع له بل حرمه تصرفه من المشاركة في المباراة النهائية مع فريق المدرسة الذي فقد الكأس بسبب غيابه عن المباراة. كما أن المدرسة حرمته أيضا من الحضور الى الملعب ومشاهدة المباراة. وظف والده محامياً لمقاضاة المدرسة ولكن المدرسة وقفت بقوة مع المُدرِّسة وخسر الأب القضية وأصبحت قضية ذلك الطالب مثلاً منقوشاً في تاريخ فصله الدراسي وفي سجلات المدرسة كما كسب نقمة زملائه الذين كانوا متأكدين أن حظوظهم قوية للفوز بالكأس وتسجيل أسمائهم في قائمة الشرف في نهاية مرحلتهم الثانوية.وقد كانت ردود الفعل في الصحافة المحلية والمجتمع مؤيدة لموقف المدرسة وقرار المدرسة حماية للصورة الأكبر للتعليم.
ونحن في هذا الوطن الغالي علينا جميعا أن نراهن على التعليم لتخريج أجيال واعدة ومنضبطة. وبدون وجود معلم ناجح وله هيبته واحترامه لا يمكن تحقيق ذلك. ومن هذا المنطلق فان الانتقاص من هيبة المعلم نتيجة لحماس عاطفي وهبَّة إعلامية غير مجدية تشارك فيها ادارة التعليم تفقد المعلم والمدرسة الهيبة المطلوبة.كما أن المعلم الذي لا يعرف كيف يمتص غضب الطالب ويستعين بالإدارة عند تأزم الأمور يحتاج لتوجيه لتقويم سلوكه وإذا تعذر ذلك فمن الأفضل إبعاده عن مهنة التدريس.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store