Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حديث الأربعاء

أن يعتدي التلميذ على معلمه باليد أو اللسان، هذه جريمة لا تغتفر. أن يقوم الأب بالوكالة عن ابنه لرد ما اعتبره اعتداء فهذا سقوط أخلاقي، يجب أن يحارب بشدة.

A A

أن يعتدي التلميذ على معلمه باليد أو اللسان، هذه جريمة لا تغتفر. أن يقوم الأب بالوكالة عن ابنه لرد ما اعتبره اعتداء فهذا سقوط أخلاقي، يجب أن يحارب بشدة. وكان البيت حتى عهد قريب يجد في المدرسة ملاذًا.. إذا استعصى عليه تربية ابنه العاق أو ولده الشقي لجأ إلى المدرسة لتتولى تقويم سلوكه وإصلاح حاله. وفي جيلنا، كنا شهودًا على حالات من هذا النوع. وفي الذاكرة مشاهد لمن كانوا يتلقون العقاب بعصا معلم لا يرحم.
ولم يؤثر ذلك الأسلوب القاسي في تربيتهم، ولم ينتج أجيالًا فاشلة. لم تعد عصا المعلم من الجنة كما كان يُردِّد أهلونا بكل اقتناع.. لم يعد للمعلم في أيامنا هذه هيبة ولا في المجتمع له منزلة. لقد جردناه باسم التربية الحديثة من كل ما كان للمعلم من سلطة وسطوة.. كيف تتحقق الدعوة إلى إصلاح التعليم والمعلم هذا وضعه؟ يعود الفتى إذا لم يكن قادرًا على أخذ الثأر لنفسه من معلمه.. يشكو إلى أمه سوء معاملة المعلم له.. وقد لا يتجاوز ما يشكو منه، لمسة مسطرة على اليد أو تقريع لتصرّف لم يعجب المعلم، مما يثير غضب الأب الذي يذهب في اليوم التالي إلى المدرسة، يرتكب جريمة باقتحامه الفصل، يأخذ بخناق المعلم.. وفي حادثة شهيرة.. ضربة ركبة.. يعتدي عليه بالشتم والضرب، أمام التلاميذ والمعلمين والعاملين.. يفقد المعلم في واقعة كهذه اعتباره وصلاحيته.. تصرفات مجرمة لأفراد فقدوا أعصابهم وأخلاقهم.. جريمة يجب ألا تحفظ، بالمصالحة وتبويس اللحى. ليتنازل المعلم المعتدى عليه، لكن الحق العام، أي حق الدولة في ردع المجرمين لا يملك أحد التنازل عنه.
* يتفق الكل أن لمسرحية «مدرسة المشاغبين»، التي تقدمها التلفزيونات العربية من المحيط إلى الخليج بكل فخر منذ أكثر من ثلاثين عامًا، أثرها الكبير في تدهور المدرسة وفي انهيار الأخلاق والقيم، في ربوع وطننا العربي، ولا يزال العرض مستمرًا!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store