Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

معنى كلمة (وَاكْبَر)!

كنتُ أرى أساتذتي يبالغون في تعليمنا نطق الحروف، وإتقان مخارجها، والتشديد على فتح الفم، وتحريكه لإعطاء كل حرف حقّه، ومستحقّه، دون أن يعطونا مبرّرات لتعليمهم النطق الصحيح بهذه الصورة المتشدَّد فيها!

A A
كنتُ أرى أساتذتي يبالغون في تعليمنا نطق الحروف، وإتقان مخارجها، والتشديد على فتح الفم، وتحريكه لإعطاء كل حرف حقّه، ومستحقّه، دون أن يعطونا مبرّرات لتعليمهم النطق الصحيح بهذه الصورة المتشدَّد فيها!
قضينا ليالي وأيامًا في حلقات التحفيظ، وعند الوالد -حفظه الله- نكرّر كلمة (وَجَعَلْنا) لنتعلّم إظهار اللام دون إدغامها بالنون.. لماذا؟!
السبب الذي ظهرت إجابته الآن هو حول أبعاد النطق المشوّه، والكلام المعتاد عند كثيرين، وهو -حُكمًا- دون تحريك الشفاه! ما أفضى إلى الكتابة غير الصحيحة، استنادًا إلى النطق السقيم!
وإذا لم تعرف المعنى المراد من الكلمة في العنوان، فستكون محل شك عند غالبية المؤمنين بها، ليُشكّك في تدينك -وفق مفهومهم طبعًا- وأحيانًا في وطنيتك؛ لأنّها كلمة معروفة، وتُستخدم لأغراض الحماسة والتعظيم! وجرّب أن تضعها في «قوقل»، أو تمرّ على تعليقات القوم لتفاجأ بعدد تكرارها من الجهلة المتحمسين!
إنها باختصار تعني إكمال جملة التكبير، بعد ذكر لفظ الجلالة (الله) لتصير (اللهُ وَأكبر) بدلاً من (اللهُ أَكبر)!
وسبب كتابتها بهذا الشكل، بإضافة الواو، هو التساهل في النطق بعد ضم الهاء، وفتح الألف، فصارت (هُوَكْبَر) بديلاً عن هُـ، أَ من غير الواو في الأصل!
وعدمُ النطق السليم الذي رأينا الاهتمام بتصويبه، ونحن صغار مبالغًا فيه، عرفنا أهميته اليوم، فيقول الإنسان كل شيء جيد وسيئ، ولا يقول شيئًا في نفس الوقت، أو يرى أنّه قُوّل ما لم يقل بحجة: أنّا لم نسمعه جيدًا، والحقيقة أن لم يقله جيدًا لنسمعه بشكل صحيح!
وأعاننا الله على زمانٍ لم يعد فيه كل شيء واضحًا، حتّى الكلام المراد منه البيان! فإذا لم يكن فكرك واضحًا، مع أن لغتك قوية، ستخرج الفكرة مشوّهة؛ لأنه لا فكرة! فكيف بمَن جمع بين تشوّه الفكر، وضعفه، وموت اللغة؟!
وما أكثرهم في (التعليم)، و(الصحافة)، و(المساجد)، و(الجامعات)!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store