Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

البلاستيك! متى نستيقظ؟

البلاستيك! وما أدراك البلاستيك! كم من الفيديوهات المنتجة قصيرها وطويلها تتحدث عن مخاطر هذه المادة العجيبة التي هي أخطر على البيئة من كثير من المواد الأخرى.

A A

البلاستيك! وما أدراك البلاستيك! كم من الفيديوهات المنتجة قصيرها وطويلها تتحدث عن مخاطر هذه المادة العجيبة التي هي أخطر على البيئة من كثير من المواد الأخرى. والسبب بالطبع هو صنع كثير من الحاويات البلاستيكية مختلفة الأحجام والأشكال والوظائف؛ لحفظ طيف واسع من الأغذية والمشروبات بما في ذلك مياه الشرب النقية.
ومما يُستغرب له الفورة التي تعيشها بلادنا في ميدان الاستخدامات المتعددة والكثيرة لهذه المادة المفيدة الضارة! خذوا مثلا بدعة توفير مياه الشرب داخل المساجد عبر جلب مئات العبوات البلاستيكية يوميًا إلى كل مسجد. ولأن في بلادنا أكثر من 30 ألف مسجد ولله الحمد، فتصوروا عشرات الملايين من هذه العبوات الفارغة التي تذهب إلى النفايات غالبًا ولا يُعاد تدويرها، كالذي أحسبه حاصلا في الحرمين الشريفين.
ولعل أكبر المتضررين منها هو الإنسان الذي تحيط به بيئة تتأثر بمنتجات البلاستيك تأثرًا ملحوظًا. وحتى الأشجار في البيئة القاسية لا تموت عطشًا بالرغم من شح المياه وندرة الأمطار لكنها تموت مختنقة بأكياس البلاستيك التي يلقي بها السفيه غير المتحضر. هؤلاء السفهاء يعتبرون كل مساحة مفتوحة مرمى كبير للنفايات العشوائية مما يهلك الزرع والضرع. هل رأيتم ذلك الجمل الذي مات بسبب التلبك البلاستيكي الذي أصاب معدته!!
أغلب الظن أنه سيمر علينا أمدًا طويلًا من الدهر قبل أن نتحرك للتصدي لهذا الاستهلاك المفرط لمادة البلاستيك بلا تعقل ولا ترشيد ولا إعادة تدوير.
كل الجهود التي تُبذل، وكل الكلام الذي يُقال إنما يتم عن خجل وتحفظ! أين مؤسسات وأجهزة حماية البيئة في البلاد؟ لماذا كل هذا الصمت الخجول؟ ماذا تفعل هذه الجهات إن كانت لا تقاوم هذه المواد المؤكد ضررها قطعيًا؟ باختصار هذا سلوك بيئي غير مقبول، وسنظل نعاني منه لعقود قادمة إن لم نفعل شيئًا اليوم!
اقتراحي الأخير أن نبدأ الفعل من المساجد، فهي رمز خالص لطاعة الله، ولا ينبغي أن تُقرن الطاعة بمعصية تُرتكب في بيت الله! أخرجوا هذه العبوات البلاستيكية من المساجد إلى غير رجعة! إنها عمل غير صالح وبدعة ليس لها من الحسن نصيب!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store