Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كلية لينكون في الأفلاج: مثال للهدر!

لا أعلم تحت أي مسمى يمكن إدراج مشروع إنشاء كلية (لينكون) في مدينة الأفلاج التي هي تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني من حيث الارتباط التنظيمي، بمعنى أنها كلية (تميز) كما تطلق عليها المؤسسة

A A

لا أعلم تحت أي مسمى يمكن إدراج مشروع إنشاء كلية (لينكون) في مدينة الأفلاج التي هي تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني من حيث الارتباط التنظيمي، بمعنى أنها كلية (تميز) كما تطلق عليها المؤسسة التي توفر المباني والتجهيزات، ثم تعلن لمن رغب من المؤسسات التدريبية العالمية للمنافسة على تشغيل وإدارة هذه الكليات مقابل رسوم تُدفع عن كل طالب شريطة أن يكمل المشوار حتى النهاية ثم يجد عملاً مناسباً بعد التخرج.
الفكرة جيدة، لكن ليس من الواضح آلية اختيار مواقع هذه الكليات أو بعضها! مثار التعجب: كيف تنتهي كلية بعد عام أو عام ونصف إلى 15 طالبة فقط! (الحياة 24 فبراير).
هل دخلت (المجاملة) على الخط حتى عند إنشاء المؤسسات التعليمية، وإلى هذا الحد المذهل؟ أين الدراسات التي أجريت قبل اعتماد الأفلاج مقراً لكلية تقنية (مميزة)؟ هل هي دراسة من ماركة (مشي حالك)، بمعنى مجرد قص ولزق، ثم موافقة واعتماد، ثم تمويل وبناء وتجهيز؟!
إنه هدر بامتياز؟ وهو دافع قوي لانسحاب هذه المؤسسة التدريبية العالمية من هذا الميدان بعد خسائر فادحة حتماً! بعدها ستظل هذه المباني قاعاً صفصفاً يأكل عليها الدهر ويشرب، أو تُعاد لتدار بالطريقة التقليدية التي هربت منها المؤسسة أصلاً نتيجة ضعف الإقبال عليها وتواضع مستوى مخرجاتها.
لست أدري إن كانت ثقافة المنطقة هي العامل الحاسم الأول؟ أم هي النظرة الدونية لبرامج التدريب التقني والمهني؟ وهل راعت الدراسة هذا الجانب السلبي الثقافي الاجتماعي؟! أسئلة حائرة ربما تُشرع العقول لمناقشتها بعد أن ولىّ عهد الإنفاق بلا ضابط واتخاذ القرار بلا روية ولا كابح!!
السؤال الآخر: ما حال الكليات الأخرى؟ ما مدى نجاح كل منها؟ وأي المواقع أفضل؟ ولماذا هي أفضل؟ كم من هذه الكليات أغلقت أبوابها؟ أو هي متوجهة نحو الإغلاق كما في الأفلاج؟ كم من الأموال أهدرت؟ وكم من التجارب أجريت؟ وكم من الخريجين توظف عبر هذه الكليات؟ وكم نسبة المتخرجين إلى الملتحقين؟ كم نسبة الهدر؟
إلى متى ستستمر التجربة؟ لا أظن أن لهذا السؤال جواباً إذا كانت أدوات الإجابة مستمدة من أدوات اتخاذ القرار في كلية الأفلاج.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store