Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رعد الشمال.. القوة العشرينية الأبعاد!

«من منطلق أن الأمة الإسلامية في أمسِّ الحاجة إلى التمسك بمبادئها على نحو ما كانت عليه في عصور القوة والمنعة، من أجل أن تقف في وجه التنظيمات الشريرة منبع التطرف والإرهاب»، جاءت دعوة خادم الحرمين الشريف

A A
«من منطلق أن الأمة الإسلامية في أمسِّ الحاجة إلى التمسك بمبادئها على نحو ما كانت عليه في عصور القوة والمنعة، من أجل أن تقف في وجه التنظيمات الشريرة منبع التطرف والإرهاب»، جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى إنشاء تحالف عسكري إسلامي لمواجهة الإرهاب لتُشكِّل أقوى رسالة للذين يربطون الإرهاب بالإسلام، لاسيما وأن بعض المليشيات والمنظمات الإرهابية نقلت صورة مُغايرة عن سماحة الدين الإسلامي ويُسره ونبذه للعنف، هذا التحالف العسكري الذي دعا إليه الملك سلمان، والذي بدأ اكتمال توافده وبداية مرانه في (حفر الباطن) ليس موجَّهًا ضد أحد، بل -تحالف تنسيقي لمواجهة التنظيمات الإرهابية- كما ذكر ذلك الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع، وعملية استعادة للقيادة الإسلامية التي حاولت الجماعات المتشددة سرقتها، ولإعادة الاستقرار إلى المنطقة التي تأثَّرت بالأحداث الجارية في كل من العراق وسوريا وليبيا وضمان أمنها، خصوصًا بعد أن لمست هذه الدول تنصُّل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وتردُّدهم في التدخُّل المباشر في المناطق الساخنة التي تُشكِّل تهديدًا على حلفائهم، الأمر الذي استوجب أن تتوحَّد القوى الإسلامية لدرء الأخطار المتربصة بدولها، معتمدة بعد الله على طاقاتها البشرية وآلاتها العسكرية في الدفاع عن مصالحها، وتفويت الفرصة أمام القوى الاستعمارية والمنظمات الإرهابية من تنفيذ مخططاتها.
إن ما نشهده في مدينة الملك خالد العسكرية في «حفر الباطن»، من حشودٍ عسكرية ضخمة، لدليل قاطع على قدرة الدول الإسلامية في اتخاذ قراراتها الصائبة في وقتٍ وجيز، ورسالة مباشرة للذين يظنون بأنهم وحدهم الذين يملكون الهيمنة واتخاذ القرار في هذه البقعة المضطربة من العالم. من هذه الأرض الطيبة دائمًا ما تنطلق المبادرات التي تنشد اللحمة، وتدعو للالتفاف بين الأشقاء العرب والمسلمين، لتُقوِّي من شوكتهم، وتُعلي شأنهم، وتجعل منهم قوة ضاربة يُحسب لها ألف حساب، فالملك فيصل -يرحمه الله- كان أوّل مَن بادر إلى إحياء فكرة التضامن الإسلامي، وتشكيل جبهة إسلامية مُوحَّدة لمواجهة الاستعمار والصهيونية العالمية ومطامعها في العالم، وها هو الملك سلمان اليوم يُعيد هذا التضامن بقرارهِ التاريخي، للدعوة للتضامن العسكري الإسلامي الذي حظي بتأييد عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، ودعمهم لهذا التحالف الإسلامي ضد الإرهاب. وما (درع الشمال) الذي بدأ مناوراته السبت الماضي بمشاركة عدد كبير من الدول الإسلامية سوى خير دليل على جدية هذه الدول على التكاتف والاصطفاف للدفاع عن مصالحهم واستعدادهم لمواجهة كافة التحديات.
ولعلني لا أُبالغ إن قلت: إن هذا التحول الذي نشهده باتجاه القضية السورية، والذي أفضى إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار يعود الفضل فيه إلى هذا التشكيل العسكري الإسلامي الذي دقَّ ناقوس الخطر أمام القوى الكبرى، وأجبرها على أن تنتهج الحل السياسي في حل القضية بدلًا من الحل العسكري، ويعلم الروس جيدًا بأنهم إذا ما ساهموا هذه المرة في حل المشكلة بشكلٍ نهائي، فإن طائراتهم لن تعود لتُحلِّق فوق أجواء سوريا كما كانت في السابق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store