Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التدخين: في انتظار مزيد من التضييق!

كان التدخين وما زال آفة العصر التي تفتك بأصحابه ببطء، ليس لأنهم عن أخطاره غافلون، ولكن لأنهم مكابرون، يتمسكون بأدنى وَهْمٍ كاذب كي يستمروا في عبثهم بالجسد الذي أؤتمنوا عليه وبالمال الذي وهبهم الله

A A

كان التدخين وما زال آفة العصر التي تفتك بأصحابه ببطء، ليس لأنهم عن أخطاره غافلون، ولكن لأنهم مكابرون، يتمسكون بأدنى وَهْمٍ كاذب كي يستمروا في عبثهم بالجسد الذي أؤتمنوا عليه وبالمال الذي وهبهم الله إياه. هم يجترون قصة (الشايب) الذي عاش حتى التسعين رغم أنه يُدخِّن في اليوم الواحد (بكتين). وهم يتناسون في الوقت نفسه قصص العشرات من الذين قضوا نحبهم بسبب جلطات في القلب أو الدماغ، وأنواع من السرطانات التي تصيب الرئة الملوثة فتتلفها، أو الكبد فتنهشه. وهم ينكرون حقيقة الأبحاث التي تُؤيِّد كل هذه المصارع المؤلمة في أعمار دون المعدل بكثير، فضلا عن تجاهل حرمته الشرعية.
ولأن الوعي قد ارتفع بمخاطر التدخين لدى غير المدخنين، ولإدراك الجهات المختصة لهذه المخاطر فقد تم حظره في أماكن عامة، وتُرِكَ في أماكن أخرى لأسباب لم تزل غير معلومة. ومن هذه الأماكن قاعات الأفراح حيث يتجمع عادةً عشرات أو مئات الأشخاص. ولستُ أدري كيف يُحظر التدخين في مطعم لا تتجاوز مساحته 1000 متر مربع بعدد محدود من الزبائن غالباً، في حين لا يُحظر في قاعة أفراح كبيرة تستوعب المئات!!
واحتجاجاً على هذا التساهل غير المُبرَّر، أعدّ الزميل الكريم المهندس فريد مياجان رسالة اعتذار يُوجِّهها لكل من دعاه إلى مناسبة في قاعة جاء فيها: (شخصياً أجد صعوبة في تلبية الدعوة لحضور المناسبات العامة، خاصة حفلات الزواج لانتشار التدخين فيها سواء السيجارة أو الغليون وغيرها. هناك مدعوون لا يراعون حرية وحق الآخرين في هواء نقي وبيئة صحية نظيفة، إذ يؤكد الأطباء «أن التدخين السلبي، يُحدث أضرارا صحية بالغة». وهذا يعني أن الحاضرين من مرضى القلب والربو وصغار السن، بل والأصحاء أيضاً يتأثرون بمضار التدخين فضلا عن رائحته الكريهة. والإضرار بالآخرين مُحرَّم شرعاً، فضلاً عن الإضرار بالنفس. ولذلك اتخذتُ منذ عدة سنوات قراراً غير مُعلن بالامتناع عن حضور تلك المناسبات ما استطعت إلى ذلك سبيلا، واليوم أُعلنه بوضوح، مع الاعتذار الشديد).
يقترح المهندس بأن تتضمن بطاقة الدعوة جملة «أجواء الحفل خالية من التدخين»، في حين أقترح شمول الحظر هذه القاعات، بل وتشديد العقوبات على مخالفيها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store