Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

زيارة ولي العهد لفرنسا.. والأبعاد الإستراتيجية

عوّدتنا قيادتنا الرشيدة على السمو في مختلف الميادين، وعلى وجودها كمركز ثقل على خارطة العمل، واعتدنا من قادتنا الزيارات الدولية التي تعكس نهج الدولة في مد جسور التعاون الدولي وفي تنمية العلاقات بين الد

A A
عوّدتنا قيادتنا الرشيدة على السمو في مختلف الميادين، وعلى وجودها كمركز ثقل على خارطة العمل، واعتدنا من قادتنا الزيارات الدولية التي تعكس نهج الدولة في مد جسور التعاون الدولي وفي تنمية العلاقات بين الدول وتوفير مساحات من الشراكة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع الدول العالمية بما يعود علينا وعليهم بالمصلحة العامة وعلى الشعوب بالازدهار.
تأتي زيارة سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف لفرنسا لتعزيز التعاون بين البلدين وبحث الأمور السياسية المشتركة إضافة إلى بحث العلاقات الثنائية، سواءً الموضوع السوري أو العراقي أو اليمني وتدخلات إيران في منطقة الخليج، وأيضا نقاش الوضع الاقتصادي ومجال مكافحة الإرهاب والتعاون في هذا الجانب.. كل هذه الملفات وفي هذا التوقيت تُؤكِّد حرص المملكة على توفير إطار دولي من العلاقة وأسس استراتيجية فيما يخص الجوانب الدولية، وأيضا توفير خطوط عريضة لاستكمال ما يتقاطع به البلدان في المصالح المشتركة، وبحث إستراتيجيات مستقبلية حول المستجدات المتعلقة بالفتن والحروب التي تعاني منها المنطقة، إضافة إلى بحث الجانب الاقتصادي الهام خصوصًا في ظل التسهيلات التي قدّمتها المملكة في القرارات الأخيرة بشأن الاستثمار الخارجي في السعودية، خصوصًا وأن فرنسا تُعدُّ ثالث شريك تجاري للمملكة، وتستثمر 15.3 مليار دولار في السعودية في عدة مجالات اقتصادية.
زيارة سمو ولي العهد في هذا الوقت تُوجِّه رسالة سياسية بعمق العلاقات بين البلدين، واشتراكهما في العديد من المحاور، وأيضا تُعطي انطباعًا عن تداعيات المرحلة ومستقبل الطريق القادم فيما يخص التعامل مع بعض الملفات الشائكة في المنطقة، وتحالف روسيا مع نظام الأسد في ضرب المعارضة والمدنيين، وانعكاسات الخطر الإيراني الذي بات يُهدِّد حتى أطراف أوروبا من خلال اعتماده على الخلايا النائمة وزرع الجواسيس، واستخدامه لغة الطائفية والتخريب حتى في داخل الشعوب، ومن خلال الرعايا والجاليات في الدول الأخرى.
وتنظر القيادة السعودية إلى أبعادٍ إستراتيجية تتعلق بالترتيب لأعمال اللجنة المشتركة الثنائية بين البلدين، إضافة إلى متابعة الاتصالات والتعاون المتطور في مجال التدريب والتسليح، وتعزيز الأمن والتعاون التقني.
السعودية رائدة في توطيد العلاقات التاريخية، وفي مدِّ جسور الثقافة بين الشعوب، وتوفير بيئة خصبة للشعوب الأخرى للاستنارة بما في السعودية من مقوِّمات وقدرات.
تحمل الزيارة التي يقوم بها سمو ولي العهد العديد من الدلالات والأبعاد والمؤشرات السياسية والاقتصادية والمعرفية والثقافية، ممّا يعكس اسم وقوة ومكانة المملكة عالميًا، وقيامها بدور إستراتيجي في كل قارات العالم، وتميُّزها في مواقفها الدائمة من الحكومات والدول التي تتَّزن وتقوم على سياسة خارجية منفردة.
وستحمل هذه الزيارات العديد من الإيجابيات والمستقبل المشرق الذي ينعكس على العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والأصعدة، والتعاون الدولي، وما يعود بالمصلحة على الشعبين الصديقين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store